حوادث وقضايا

مصر: كشف لغز جريمة مدفونة منذ عامين بعد العثور على هيكل عظمي بالطريق الدائري

بدأت خيوط هذه القصة تتكشف قبل عامين، وتحديدًا في عام 2023، عندما عثرت فرق العمل المكلفة بتوسعة الطريق الدائري في مصر على هيكل عظمي بشري مدفون في منطقة ترابية نائية بمحافظة الجيزة. في البداية، لم تكن هناك معلومات كافية عن هوية الضحية أو أسباب الوفاة، كما أن حالة العظام كانت متحللة بدرجة كبيرة، ما جعل عملية التحقيق معقدة.

وعليه، قررت الأجهزة الأمنية في حينها قيد القضية ضد مجهول، نظرًا لعدم وجود أدلة جنائية مباشرة، أو بلاغات حديثة عن اختفاء أشخاص تتطابق بياناتهم مع ما تم العثور عليه في الموقع.

فتح القضية مجددًا بعد عامين من الجمود

ومع مرور الوقت، لم تُغلق القضية نهائيًا، بل بقيت في ملفات “المجهولين” حتى أعادت الأجهزة الأمنية النظر فيها مؤخرًا، وذلك ضمن مراجعة دورية للبلاغات غير المحسومة. ووفق مصدر أمني في وزارة الداخلية المصرية، فقد قررت مديرية أمن الجيزة توسيع دائرة البحث، مستعينة بسجلات المفقودين التي تعود لعدة سنوات.

وجاءت هذه الخطوة بعد ملاحظة بعض التطابقات بين حالة الهيكل العظمي وبين بلاغات قديمة في قاعدة بيانات المفقودين، مما فتح باب الأمل في التوصل إلى هوية الضحية، وكشف ملابسات الجريمة الغامضة.

تطابق البيانات يقود إلى أول خيط حقيقي

بحسب المصدر الأمني، تم إجراء تحليل مقارن بين مواصفات الهيكل العظمي وبين عدد من الحالات المسجلة ضمن المفقودين، خصوصًا تلك التي كانت تقيم في المناطق القريبة من موقع العثور على الجثة. وساهم تحليل الأسنان وبعض الفحوص الطبية المتقدمة في تضييق نطاق البحث بشكل أكبر.

وبعد مطابقة النتائج مع بيانات أسر المفقودين وإجراء فحوص الحمض النووي DNA، تمكنت فرق التحقيق من تحديد هوية الضحية بدقة، والتي تعود إلى شاب في العقد الثالث من العمر، كانت عائلته قد أبلغت عن اختفائه قبل أكثر من عامين، دون أي مؤشرات على مكان وجوده أو مصيره.

المشتبه به في قبضة الأمن.. ودافع الجريمة مفاجئ

ومع تحديد هوية الضحية، توجهت الشكوك الأمنية نحو أحد الأشخاص المقربين منه، والذي كان تربطه به علاقة عمل وشراكة مالية. وبعد استدعائه والتحقيق معه، انهار المتهم واعترف بتفاصيل الجريمة، مؤكدًا أنه أقدم على قتل الضحية إثر خلاف حاد تطور إلى شجار عنيف.

وبحسب التحقيقات، فقد أقدم الجاني على دفن الجثة في موقع ناءٍ على الطريق الدائري، ظنًا منه أن العوامل البيئية ستتولى إخفاء أي دليل مع مرور الوقت. لكن الصدفة وحدها، متمثلة في مشروع توسعة الطريق، أعادت فتح الملف المغلق وكشفت جريمة ظلت طي النسيان.

الأجهزة الأمنية: لن نغلق ملفًا حتى تصل الحقيقة

أكدت وزارة الداخلية المصرية، في بيان لاحق، أن الأجهزة الأمنية مستمرة في مراجعة قضايا المجهولين، وأن العثور على الجثة لم يكن ليؤدي إلى نتيجة لولا تطوير آليات البحث والتحليل، ووجود تعاون وثيق بين الجهات الفنية والتحقيقات الجنائية.

وأشارت إلى أن مثل هذه القضايا تؤكد على أهمية عدم الاستهانة بأي بلاغ، حتى وإن بدا معقدًا أو غامضًا، لأن العدالة قد تتأخر لكنها لا تُنسى.

اقرأ أيضاً:

جامعة جورجية تطوّر ذكاءً اصطناعيًا يحلل الصوت لاكتشاف الحالة النفسية بدقة

يارا حمادة

يارا حمادة صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى