الاقتصاد

البنوك التعاونية في ألمانيا تستعد لدخول سوق العملات المشفرة وسط تزايد الطلب الرقمي

تسعى البنوك التعاونية في ألمانيا إلى دخول سوق تداول العملات المشفرة مثل “بيتكوين” و”إيثريوم”، وفقًا لاستطلاع حديث أجراه اتحاد “جينوفيرباند”، المعني بتنظيم وتنسيق أنشطة البنوك التعاونية في البلاد.

تأتي هذه الخطوة كجزء من توجه متزايد من المؤسسات المالية التقليدية نحو دمج الأصول الرقمية في خدماتها، مع تصاعد اهتمام العملاء الألمان بالتكنولوجيا المالية الجديدة ووسائل الاستثمار الحديثة

بنوك المجتمع تدخل مرحلة التحول الرقمي

تُعرف البنوك التعاونية في ألمانيا بأنها مؤسسات مالية مملوكة للمجتمع المحلي، وتتمتع بجذور عميقة في المناطق الإقليمية. ويبلغ عدد هذه البنوك قرابة 670 مؤسسة منتشرة في مختلف أنحاء البلاد، مما يجعلها من أكبر الشبكات المصرفية في ألمانيا.

ورغم أن هذه البنوك تقليدية بطبيعتها، إلا أن العديد منها بدأ يدرك أهمية التكيف مع التحولات الرقمية، وتوفير خدمات مالية مبتكرة تواكب تطلعات العملاء، وخاصة الجيل الشاب الأكثر انخراطًا في عالم التكنولوجيا والعملات الرقمية.

تباين في الجاهزية الزمنية لتقديم خدمات التشفير

بحسب الاستطلاع الذي أجراه اتحاد “جينوفيرباند”، أظهرت النتائج تباينًا في خطط البنوك التعاونية فيما يتعلق بموعد إطلاق خدمات تداول العملات المشفرة. فقد أشارت النتائج إلى ما يلي:

17% من البنوك التي تخطط لدخول هذا المجال ترى أن الأمر قد يستغرق عامين أو أكثر قبل أن تصبح جاهزة لتقديم هذه الخدمات.

21% من البنوك تتوقع أن تكون قادرة على إطلاق خدمات التشفير خلال فترة تتراوح بين 6 أشهر إلى عام.

في حين أعلنت نحو ثلث البنوك المشاركة في الاستطلاع عن خطط لإطلاق هذه الخدمات في غضون 5 أشهر فقط، مما يعكس وجود طموح حقيقي لتسريع الدخول إلى سوق العملات الرقمية.

دوافع اقتصادية وتقنية خلف التوجه الجديد

ترتبط رغبة البنوك التعاونية في دخول سوق التشفير بعدة عوامل، أبرزها:

الطلب المتزايد من العملاء على الاستثمار في العملات المشفرة كجزء من محافظهم الاستثمارية.

الرغبة في منافسة البنوك التجارية والمؤسسات المالية الناشئة (فينتك) التي تقدم بالفعل خدمات التشفير.

تطور البيئة التنظيمية الأوروبية التي أصبحت أكثر وضوحًا وانفتاحًا تجاه الأصول الرقمية، خصوصًا بعد إقرار لائحة MiCA (الأسواق في الأصول المشفرة)

تحديات محتملة في الطريق

ورغم الطموحات، فإن الطريق أمام البنوك التعاونية ليس سهلًا، إذ تواجه تحديات متعددة مثل:

الامتثال التنظيمي الصارم.

الحاجة إلى بنية تحتية تقنية متطورة.

ضرورة رفع الوعي المالي لدى بعض العملاء بشأن مخاطر العملات المشفرة.

كما أن الكثير من هذه البنوك لا تزال تعتمد على أنظمة تشغيل تقليدية قد تتطلب تحديثًا جذريًا لتتماشى مع متطلبات سوق التشفير.

ملامح مستقبلية واعدة

في ظل هذه التوجهات، يبدو أن دخول البنوك التعاونية إلى سوق العملات المشفرة سيكون تدريجيًا ومدروسًا، مع اعتماد نهج متوازن يجمع بين الابتكار المالي والحذر التنظيمي. ومن المتوقع أن تسهم هذه الخطوة في توسيع قاعدة مستخدمي العملات المشفرة في ألمانيا، وتعزيز مكانة البنوك التعاونية كمؤسسات حديثة قادرة على مواكبة متغيرات السوق.

اقرأ أيضاً:

العامة تسلّم 200 كيلوجرام من الذهب للبنك المركزي دعمًا للاحتياطي النقدي المصري

يارا حمادة

يارا حمادة صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى