طاقة

استقرار أسعار النفط وسط مخاوف انقطاع الإمدادات وترقب خفض الفائدة الأميركية

استقرت أسعار النفط في التعاملات المبكرة، اليوم الثلاثاء، بعد أن شهدت ارتفاعًا في جلسة يوم الاثنين، مدعومة بمخاوف الأسواق من احتمال تعطل الإمدادات الروسية نتيجة هجمات أوكرانية بطائرات مسيّرة استهدفت مصافي تكرير روسية.

في الوقت نفسه، يترقب المستثمرون نتائج اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، المتوقع أن يُعلن خلاله عن خفض مرتقب في أسعار الفائدة، وهو ما قد ينعكس إيجابيًا على الطلب العالمي على الطاقة

الهجمات الأوكرانية تثير مخاوف بشأن المعروض الروسي

جاءت موجة الاستقرار في أسعار النفط في أعقاب تقارير عن تنفيذ أوكرانيا هجمات جديدة بطائرات مسيّرة على منشآت نفطية روسية، خاصة مصافي التكرير في عدة مناطق. ورغم أن الأضرار المباشرة لم تُقدّر بشكل رسمي بعد، فإن السوق استجابت سريعًا للمخاوف من أن تؤدي هذه الهجمات إلى تعطيل جزئي في الإمدادات النفطية الروسية، التي تمثل نسبة معتبرة من الإنتاج العالمي.

ويُعتبر أي تهديد لإمدادات روسيا، التي لا تزال من كبار مصدّري النفط والغاز في العالم، عنصرًا مؤثرًا في دفع أسعار النفط نحو الارتفاع، لا سيما في ظل هشاشة التوازن بين العرض والطلب العالمي.

الأنظار تتجه نحو الفيدرالي الأميركي

بالتزامن مع التوترات الجيوسياسية، يترقّب المستثمرون عن كثب اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، المقرر اليوم الثلاثاء وغدًا الأربعاء، حيث تسود توقعات قوية بأن يتجه البنك إلى خفض أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ فترة طويلة.

وفي حال تحقق ذلك، فإن انخفاض تكاليف الاقتراض سيساهم في تحفيز النشاط الاقتصادي، ما يعزز بدوره الطلب على الوقود ومشتقاته، خاصة في الولايات المتحدة، التي تُعد أكبر مستهلك للنفط عالميًا

ضعف الدولار يدعم أسعار الخام

من العوامل التي دعمت أيضًا أسعار النفط مؤخرًا هو تراجع قيمة الدولار الأميركي إلى أدنى مستوياته منذ أشهر، نتيجة التوقعات بخفض الفائدة. وبما أن أسعار النفط تُسعّر بالدولار، فإن ضعف العملة الأميركية يجعل النفط أرخص لحاملي العملات الأخرى، مما يدفع الطلب إلى الارتفاع.

“ضعف الدولار، مدفوعًا بتوقعات خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي لأسعار الفائدة هذا الأسبوع، عزز أسعار النفط الخام.

حالة ترقب في الأسواق

على الرغم من الارتفاعات الأخيرة، فإن السوق لا تزال تتحرك في نطاق حذر، حيث يحجم المستثمرون عن اتخاذ مراكز كبيرة قبل وضوح نتائج اجتماع الفيدرالي الأميركي. كما أن تطورات الحرب الروسية الأوكرانية، وخاصة تكتيكات الهجمات على البنية التحتية، تضيف مستوى جديدًا من عدم اليقين.

توقعات المدى القصير

في حال تأكدت التوقعات بخفض الفائدة، وتواصلت الهجمات الأوكرانية على البنية التحتية الروسية، فقد تشهد أسعار النفط موجة صعود جديدة خلال الأيام والأسابيع المقبلة. لكن هذا الارتفاع سيظل مشروطًا بغياب أي صدمات إضافية في الأسواق العالمية، سواء من جانب العرض أو الطلب

خلاصة

تمثل التحركات المتوازية في العوامل الجيوسياسية والاقتصادية حاليًا ضغطًا تصاعديًا على أسعار النفط، مع ميل السوق نحو الحذر والترقب. وسيكون لأحداث اليومين القادمين، خصوصًا قرارات الفيدرالي، دور حاسم في تحديد اتجاه الأسعار على المدى القريب.

اقرأ أيضاً:

ترامب يعلن التوصل إلى اتفاق بشأن “تيك توك”.. وواشنطن تؤكد: ملكية أميركية للتطبيق

يارا حمادة

يارا حمادة صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى