تقارير التسلح

صربيا تستعرض مسيّرات انتحارية إماراتية الصنع

في خطوة لافتة تعكس التحولات المتسارعة في طبيعة الحروب الحديثة، شوهدت القوات المسلحة الصربية وهي تجري تدريبات على استخدام طائرات انتحارية مسيّرة طورتها مجموعة EDGE الإماراتية، وذلك قبيل العرض العسكري الكبير المقرر إقامته في بلغراد يوم 20 سبتمبر تحت شعار “وحدة القوة”.

 

ظهور علني أول في أوروبا

المشاهد المسجّلة من تدريبات العرض كشفت عن استخدام مسيّرتين من نوع Shadow 50 وShadow 25، وهو الظهور العلني الأول لهذه الأنظمة في القارة الأوروبية. ويعد ذلك مؤشراً على انتقال هذه التكنولوجيا من الشرق الأوسط إلى ساحة أوروبية حساسة، حيث تتقاطع مصالح حلف الناتو وروسيا في منطقة البلقان.

مواصفات Shadow 50: النسخة الأخف من “شاهد” الإيرانية

مسيّرة Shadow 50 تعمل بمحرك مروحي وتستطيع حمل حمولة تصل إلى 50 كغ لمسافة 250 كيلومتراً، بسرعة قصوى تبلغ 167 كم/ساعة. ويرى خبراء عسكريون أنها تمثل نسخة أخف من المسيّرة الإيرانية شاهد-136، التي استخدمتها روسيا بكثافة تحت مسمى “جيرن-2” في حرب أوكرانيا.

Shadow 25: السرعة والضربات الدقيقة

على النقيض، تأتي Shadow 25 كنسخة أسرع وأكثر تخصصاً، مزودة بمحرك نفاث ورأس حربي يزن 25 كغ، مع سرعة قصوى تبلغ 400 كم/ساعة. هذا التصميم يمنحها قدرة أكبر على تنفيذ ضربات مركزة وسريعة ضد أهداف عالية القيمة. وتشير الصور إلى أن كلا النوعين يطلقان من منصات متحركة محمولة على مقطورات، ما يزيد من مرونتهما في الانتشار والعمليات.

شراكة إماراتية – أوروبية توسع النفوذ الدفاعي

في يوليو 2025، وقعت EDGE سلسلة اتفاقيات استراتيجية مع شركة 4iG Space and Defence Technologies المجرية، بهدف تطوير وتسويق أنظمة عسكرية متقدمة في أوروبا وإفريقيا. الاتفاق شمل الترويج المشترك لمسيّرات Shadow، إلى جانب منظومة الدفاع الجوي SKYKNIGHT وحلول مراقبة الحركة الجوية. هذا التعاون يعزز مساعي الإمارات للولوج إلى أسواق دفاعية أوروبية مرتبطة بحلف الناتو، رغم أن أبوظبي ليست عضواً فيه.

 

رسائل سياسية وعسكرية من بلغراد

ورغم أن السلطات الصربية لم تؤكد رسمياً بعد شراء أو تشغيل مسيّرات Shadow، فإن ظهورها في تدريبات العرض العسكري يشير إلى مستوى متقدم من التعاون الدفاعي مع الإمارات. ويُنظر إلى هذه الخطوة كرسالة مزدوجة: الأولى، رغبة صربيا في تحديث ترسانتها العسكرية بأحدث تقنيات الحرب غير المتماثلة؛ والثانية، انفتاحها على شراكات دفاعية متنوعة بعيداً عن الاعتماد الكامل على روسيا أو الغرب.

 

انعكاسات على أمن البلقان وتوازن القوى

مع تصاعد التوترات الإقليمية وازدياد الاعتماد على الطائرات الانتحارية في النزاعات الحديثة، فإن إدخال هذه الأنظمة إلى البلقان يمثل تطوراً نوعياً. فالمسيّرات الانتحارية أثبتت فعاليتها في استنزاف الخصوم منخفضي أو مرتفعي التقنية على حد سواء، ما يجعلها أداة مؤثرة في أي صراع محتمل. بالنسبة لصربيا، فإن الاهتمام بهذه التكنولوجيا يضيف طبقة جديدة إلى مشهد أمني معقد، يتسم بحساسية جيوسياسية بين الشرق والغرب.

 

إقرأ أيضا:

الجيش الأميركي يعتمد نموذج رأس المال المغامر لتسريع إدخال التكنولوجيا إلى الميدان

إسراء حموده ابوالعنين

إسراء أبو العنين صحفية مصرية «تحت التمرين»

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى