ترامب ووزير دفاعه يبدون شكوكا بشان حجم الضرر الذي لحق بالمنشات النووية الإيرانية
ترامب ووزير دفاعه يبديان شكوكًا بشأن حجم الضرر النووي الإيراني

في تحول لافت في الخطاب الأمريكي بشأن الهجوم الجوي على المنشآت النووية الإيرانية، أقر الرئيس دونالد ترامب ووزير دفاعه بيت هيغسث بوجود شكوك حول مدى تأثير الضربات التي نفذتها القوات الأمريكية مطلع الأسبوع، بعد تسريب تقييم استخباراتي أشار إلى أن البرنامج النووي الإيراني قد تأخر لبضعة أشهر فقط، وليس لسنوات كما كان يُروج.
وقال ترامب خلال قمة حلف شمال الأطلسي في لاهاي: “المعلومات الاستخباراتية كانت غير حاسمة… تشير إلى أننا لا نعلم بدقة حجم الضرر. ربما كان شديدًا، وربما لم يكن كذلك”. وعلى الرغم من هذا التردد، عاد لاحقًا ليؤكد مجددًا أن “التدمير كان شاملاً”، وأن البرنامج الإيراني “تأخر لعقود”، مستندًا إلى ما وصفه بـ”معلومات استخباراتية مجمعة”.
وفي تصعيد لافت، شبّه ترامب استخدام القنابل الخارقة للتحصينات ضد موقعي “فوردو” و”نطنز” بتأثير القنابل النووية الأمريكية على هيروشيما وناجازاكي، معتبرًا أن الهدف من الضربات هو إنهاء النزاع، وليس مجرد تقويض البرنامج النووي الإيراني.
تضارب في الروايات.. واليورانيوم المختفي يُثير المخاوف
الرئيس الأمريكي رفض تقارير صادرة عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) أفادت باختفاء نحو 400 كجم من اليورانيوم عالي التخصيب (بنسبة 60%)، مرجحًا أن هذه التقارير “غير دقيقة”، رغم اعتراف نائبه جاي دي فانس في وقت سابق بعدم معرفة واشنطن بمكان المواد النووية المنقولة.
وصرح ترامب بأن بلاده ستدخل في مفاوضات جديدة مع إيران الأسبوع المقبل بشأن برنامجها النووي، مضيفًا بنبرة متضاربة: “ربما نوقع اتفاقًا… أو لا، لا يهمني إن وقعنا أم لا”.
تغير نبرة البيت الأبيض بشأن وقف إطلاق النار
وعلى عكس ما أكده ترامب قبل أيام بأن وقف إطلاق النار “غير محدود وسيستمر إلى الأبد”، عاد ليعبر عن شكوكه في استمراريته، قائلًا: “الطرفان متعبان ومنهكان… هل يمكن أن يتجدد القتال؟ ربما قريبًا”.
وزير الدفاع يتراجع.. وإسرائيل تصر على نجاح الضربات
أما وزير الدفاع بيت هيغسث، الذي سبق له التأكيد على “تدمير قدرة إيران على إنتاج السلاح النووي”، فقد وصف الأضرار لاحقًا بأنها “متوسطة إلى جسيمة”، وأعلن عن فتح تحقيق من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) بشأن تسريبات البنتاغون، التي وصفها بأنها “مغلوطة”.
في المقابل، أصرت إسرائيل على أن الضربات كانت فعّالة. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي العميد إيفي ديفرين إن الضربات “فوق المتوقع”، مضيفًا: “لقد وجهنا ضربة قوية للبنية التحتية النووية الإيرانية، وأعدناهم سنوات إلى الوراء”. وقدرت مصادر استخباراتية إسرائيلية أن الأضرار قد أخّرت البرنامج الإيراني لعامين على الأقل.
صور أقمار صناعية وتقارير متضاربة
وبحسب تقرير لـCNN استند إلى تقييم أولي لوكالة استخبارات الدفاع الأمريكية (DIA)، فإن منشأتي “فوردو” و”نطنز” لم تُدمرا بالكامل، وأن العديد من أجهزة الطرد المركزي لا تزال قابلة لإعادة التشغيل خلال أشهر. وأكدت مصادر أخرى هذا التقييم، معتبرة أن درجة “الثقة” في نتائجه منخفضة.
وأشار التقييم كذلك إلى أن إيران نقلت جزءًا كبيرًا من مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب إلى مواقع سرية قبل الضربات، بما في ذلك منشأة جديدة تحت الجبل بالقرب من نطنز.
تحذير دولي من خروج إيران من معاهدة حظر الانتشار
وحذر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي من الانشغال بـ”حساب الأشهر والسنوات” بدلاً من البحث عن حل شامل، مؤكدًا أن “المعرفة التقنية والطاقة الصناعية لا تزال لدى إيران”. وأضاف أن عودة مفتشي الوكالة إلى المواقع النووية الإيرانية هو السبيل الوحيد لتقييم الوضع بدقة.
لكنّ محللين نوويين حذروا من أن التطورات الأخيرة تمثل “كارثة محتملة” لجهود منع الانتشار النووي، خاصة مع اقتراب البرلمان الإيراني من إقرار مشروع قانون يسمح بالخروج من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT)، ما قد يفتح الباب أمام تسريع المشروع الإيراني بعيدًا عن أي رقابة دولية.