
وسط محاولات محمومة لفهم سلوك دونالد ترامب، يبدو أن قادة العالم وقعوا في فخ عاطفي جماعي، تمامًا كما تفعل فتاة تقرأ كتب “المساعدة الذاتية” في التسعينيات لتحاول تفسير تصرفات رجل لا يرد على رسائلها. الحقيقة بسيطة، ومزعجة: “هو فقط غير مهتم بكم!”
منذ سنوات والعالم يحاول “فهم” ترامب. تُكتب آلاف المقالات والكتب تحت عناوين مثل: “هو براغماتي جدًا”، “خذه على محمل الجد لكن لا تصدق كل كلمة”، “يفكر بأسلوب غير تقليدي”… لكن كل هذا لا يغير شيئًا: الرجل يتحرك بدافع واحد فقط، أن يكون محور كل شيء.
ترامب في جوهره لا يختلف عن رجال التسعينيات الذين كانوا يرسلون رسائل غامضة، ثم يتركونك تائهًا: لماذا لم يتصل؟ هل هو مشغول؟ هل يشعر بشيء لكنه لا يعرف كيف يعبر؟ الجواب غالبًا كان – كما في مسلسل “Sex and the City” – واضحًا تمامًا: “إنه فقط غير مهتم بك!”
وها نحن نرى زعماء مجموعة السبع، والناتو، وربما كير ستارمر نفسه، يقنعون أنفسهم بأن ترامب “معقد لكنه طيب”، أو “أخبرني عن قصف إيران قبل الآخرين، نحن على تواصل مميز!”… بينما الحقيقة أن ترامب لا يرى فيهم شركاء بل جمهورًا يتلقى عرضًا مسرحيًا من بطله الأوحد.
ما يريده ترامب واضح: الاهتمام، الهيمنة، أن يدور العالم حوله فقط. هو لا يسعى لتحالفات ولا يخطط لعلاقات متوازنة. كل ما يفعله هو من أجل لحظته الخاصة في دائرة الضوء.
وإن كنتم ما زلتم تأملون أن “يتغير”، أو أنكم “تستطيعون فهمه”، فربما حان الوقت لتوفير العناء والاعتراف بالواقع: ترامب ليس شريكًا في السياسة… بل ظاهرة نرجسية لا ترى العالم إلا مرآة لذاتها.
ملخص النصيحة؟
وفّروا عبارات التحليل السياسي المعقد، وتوقفوا عن محاولات الفهم العاطفي. دونالد ترامب؟ هو فقط… لا يهتم بكم.