تقارير التسلح

دول مشغلة للمقاتلة F-35 تُعزز مخزونها من قطع الغيار وسط طمأنة أمريكية بشأن “زر التعطيل”

 أعلنت شركة “لوكهيد مارتن” الأمريكية أن النرويج أصبحت أول دولة شريكة في برنامج F-35 تُكمل طلبها الرسمي من هذه المقاتلة المتقدمة، بعد استلامها آخر طائرتين من طراز F-35A، ليكتمل بذلك أسطولها المكوّن من 52 طائرة.

يأتي هذا التطور في أعقاب تدشين مركز جديد لصيانة F-35 في قاعدة “ريغيه” الجوية بالنرويج، والذي سيتولى مهام الدعم والصيانة المستقبلية للطائرات بقدرة محلية، ما يعزز الاستقلالية في الإمداد ويزيد من جاهزية الأسطول. وسيُدار المركز من قبل شركة “كونغسبرغ لخدمات صيانة الطيران” بالتعاون مع وكالة العتاد الدفاعي النرويجية.

في السابق، كانت أعمال الصيانة المتوسطة تُجرى في مركز الصيانة الإيطالي في “كاميري”، ما يجعل من المركز النرويجي الجديد خطوة استراتيجية نحو تقليص الاعتماد الخارجي.

ومع تصاعد المخاوف الأوروبية منذ تولي الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الحكم بشأن احتمالية تحكم واشنطن المفرط بأسطول F-35 عالميًا، خاصة في ظل البنية التحتية المعتمدة على الولايات المتحدة، حاولت “لوكهيد مارتن” طمأنة حلفائها بنفي وجود “زر تعطيل” (kill-switch) قد يسمح لأمريكا بإيقاف عمل الطائرات عن بُعد.

سلاسل التوريد وقطع الغيار

وفي سياق متصل، أصبحت مسألة قطع الغيار محل تركيز كبير، إذ تسعى الدول المالكة للطائرة إلى تعزيز أمن الإمداد وتلافي أية اختناقات لوجستية مستقبلية. وأوضح “إندريه لونده”، مستشار خاص في وكالة العتاد الدفاعي النرويجية، أن قطع الغيار تظل مملوكة للولايات المتحدة حتى يتم تركيبها على الطائرات في بلد المستخدم، حتى وإن كانت مُنتجة محليًا.

وأشار إلى أن تبادل قطع الغيار بين الدول نادر الحدوث، وأن القطع الخارجة من النرويج كانت فقط لأغراض الصيانة في الولايات المتحدة.

تعزيز التعاون الأوروبي

وفي خطوة تُعزز التعاون الإقليمي، وصلت أول طائرة F-35 أمريكية إلى مركز الصيانة الإيطالي في “كاميري” في 24 مارس، لإجراء صيانة شاملة. ويُعد هذا المركز الوحيد في أوروبا الذي يقدم خدمات الصيانة الثقيلة للطائرة، ويُدار بالشراكة بين شركة “ليوناردو” الإيطالية، و”لوكهيد مارتن”، ومكتب البرنامج المشترك F-35.

الكابتن الإيطالي “سجفريدو كياندوزي” أكد أن استثمار بلاده في هذا المركز سيساهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، في وقتٍ يتوسع فيه الأسطول الأوروبي للطائرة المتقدمة.

احتياطات وطنية للأزمات

ومن أجل ضمان استمرارية التشغيل في حالات الأزمات، تمتلك كل دولة مخزونًا وطنيًا من قطع الغيار تحت ما يُعرف بـ “أمن الإمداد”. ففي النرويج، تم الاستثمار في حزم منفصلة لضمان القدرة على تشغيل الطائرات بشكل مستقل في الظروف الطارئة.

أما في هولندا، فقد كُشف خلال دعوى قضائية العام الماضي، أن قاعدة “وونزدريخت” الجوية تُعد أحد المراكز الثلاثة العالمية لتوزيع قطع غيار F-35، وتشمل الدول المستفيدة منها هولندا وإسرائيل، رغم أن الأخيرة ليست شريكة رسمية في البرنامج.

وفي فنلندا، والتي طلبت 64 طائرة F-35، أفادت القوات الجوية بأن البلاد عززت قدراتها الإنتاجية الوطنية واحتياطاتها من القطع، لضمان الاستمرارية التشغيلية تحت أي ظرف.

محمود فرحان

محمود أمين فرحان، صحفي خارجي متخصص في الشؤون الدولية، لا سيما الملف الروسي الأوكراني. يتمتع بخبرة واسعة في التغطية والتحليل، وعمل في مواقع وصحف محلية ودولية. شغل منصب المدير التنفيذي لعدة منصات إخبارية، منها "أخباري24"، "بترونيوز"، و"الفارمانيوز"، حيث قاد فرق العمل وطور المحتوى بما يواكب التغيرات السريعة في المشهد الإعلامي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى