علوم وتكنولوجيا

علي بابا تكشف عن “Qwen-3-Max-Preview”: أقوى نموذج ذكاء اصطناعي بقدرات تتجاوز التريليون معامل

كشفت شركة علي بابا الصينية، إحدى كبرى شركات التكنولوجيا في العالم، عن أحدث وأقوى نماذجها للذكاء الاصطناعي، تحت اسم “Qwen-3-Max-Preview”، والذي يُعد أكبر نموذج لغوي طورته الشركة حتى الآن. هذا الإعلان يأتي في وقت يشهد فيه قطاع الذكاء الاصطناعي منافسة متسارعة بين الشركات الكبرى، من الولايات المتحدة إلى الصين.

النموذج الجديد ينتمي إلى سلسلة “Qwen”، التي كانت قد بدأت بإصدارات أصغر وأكثر تركيزًا، لكنه الآن يضم أكثر من تريليون معامل (Parameter)، ما يضعه ضمن فئة “النماذج العملاقة” ويمنحه القدرة على معالجة كميات ضخمة من البيانات، والتعلم بمستوى عالٍ من التعقيد والدقة.

التوفر العالمي: خطوة استراتيجية نحو السوق الدولية

في خطوة تؤكد توجه الشركة نحو الانفتاح على السوق العالمية، أعلنت علي بابا أن “Qwen-3-Max-Preview” سيكون متاحًا للمطورين حول العالم عبر منصتين رئيسيتين:

Alibaba Cloud، وهي منصة الحوسبة السحابية التابعة للشركة.

OpenRouter، وهي منصة توفر الوصول إلى نماذج متعددة للذكاء الاصطناعي.

هذا التوفر العالمي يُعزز من فرص النموذج في الانتشار والتجربة على نطاق واسع، ويسمح للمطورين والمبرمجين باستخدامه لبناء تطبيقات تعتمد على الذكاء الاصطناعي في مجالات متعددة، من خدمات العملاء إلى التحليل اللغوي، والكتابة التلقائية، وتلخيص المحتوى.

التفوق على الإصدارات السابقة من السلسلة

بحسب التقارير التقنية الصادرة عن الشركة، فإن “Qwen-3-Max-Preview” قد تفوق بوضوح على سلفه “Qwen3-235B-A22B-2507” في الاختبارات الداخلية التي أجريت لتقييم الأداء، ما يؤكد التطور السريع في تقنيات النماذج اللغوية التي تطورها علي بابا.

النموذج الجديد يقتصر على معالجة النصوص فقط، أي أنه لا يتعامل حالياً مع الصور أو الصوت أو الفيديو، مما يعني أن تركيزه منصب على فهم اللغة، والتفاعل النصي، والترجمة، والتلخيص، والرد على الأسئلة، وغيرها من المهام اللغوية المتقدمة.

منافسة متصاعدة في عالم الذكاء الاصطناعي

إطلاق نموذج “Qwen-3-Max-Preview” يأتي في سياق تنافس شرس بين عمالقة التكنولوجيا حول العالم، خاصة بين الشركات الصينية والأميركية. فعلى الجانب الأميركي، تتصدر شركات مثل OpenAI وGoogle وAnthropic المشهد، بينما تسعى الشركات الصينية، مثل علي بابا وبايدو وهواوي، إلى إثبات قدراتها وتقديم نماذج منافسة على الصعيد التقني.

ويُنظر إلى دخول علي بابا بقوة في مجال “النماذج العملاقة” على أنه تحول استراتيجي، خصوصًا في ظل التوترات التجارية والتكنولوجية بين الصين والغرب، حيث تحاول الصين تقليل اعتمادها على البرمجيات الأميركية وتطوير أنظمتها الداخلية الخاصة بها.

خاتمة: هل ينجح Qwen-3 في ترك بصمته العالمية؟

يبقى السؤال الأهم: هل سينجح “Qwen-3-Max-Preview” في فرض نفسه عالميًا ومنافسة النماذج الرائدة من الشركات الغربية؟

الإجابة ستتوقف على عدة عوامل، أبرزها دقة النموذج في الفهم والتفاعل، وأمانه، وسهولة استخدامه، وسرعة التطوير والتحديثات، بالإضافة إلى تقبّله من قبل المجتمعات التقنية خارج الصين.

لكن ما لا شك فيه هو أن علي بابا تخطو بثقة داخل حلبة الذكاء الاصطناعي العالمي، وتسعى لحجز مكان متقدم في مستقبل التقنية.

اقرأ أيضاً:

تفوق روسي ميداني يضغط على الجبهة الشرقية في أوكرانيا

يارا حمادة

يارا حمادة صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى