أعلنت جامعة هارفارد وجامعة تورونتو الكندية عن اتفاق مشترك يسمح لبعض طلاب هارفارد الدوليين بإكمال دراستهم في كندا، في حال منعتهم قيود التأشيرات التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من دخول الولايات المتحدة.
يأتي هذا الاتفاق في ظل أجواء سياسية “استثنائية ومتقلبة” تعيشها مؤسسات التعليم العالي، خاصة بعد عودة ترامب إلى البيت الأبيض لولاية ثانية، وفقًا لما وصفه الطرفان.
دعم كندي لضمان استمرار التعليم
الاتفاق تم بين كلية كينيدي للإدارة الحكومية بجامعة هارفارد ومدرسة مونك للشؤون العالمية والسياسات العامة التابعة لجامعة تورونتو، ويهدف إلى ضمان استمرار الطلاب الدوليين في تلقي تعليمهم دون انقطاع.
عميد كلية كينيدي: الظروف استثنائية والشراكة ضرورية
وقال جيريمي وينشتاين، عميد كلية كينيدي، في رسالة للطلاب:
“نحن ممتنون بشدة لدعم مدرسة مونك وشركائنا الآخرين، الذين يساعدوننا في توفير تجربة تعليمية متميزة لجميع طلابنا، رغم الظروف الاستثنائية.”
وأوضح وينشتاين أن البرنامج لن يُطلق رسميًا إلا في حال وجود “طلب كافٍ” من الطلاب غير القادرين على دخول الولايات المتحدة.
صراع قضائي مع وزارة الأمن الداخلي الأمريكية
تخوض جامعة هارفارد صراعًا قضائيًا محتدمًا مع وزارة الأمن الداخلي الأمريكية، بعد أن قررت الأخيرة سحب صلاحية الجامعة في تسجيل طلاب دوليين، وهو القرار الذي وصفته الجامعة بـ”غير القانوني”.
ويشكل الطلاب الدوليون نحو ربع عدد طلاب هارفارد، كما يمثلون مصدرًا مهمًا لتمويلها.
انتصارات أولية لا تضمن المستقبل
حتى الآن، حصلت هارفارد على حكمين ابتدائيين لصالحها، ما قد يمهد الطريق أمام الطلاب للحصول على تأشيرات دخول، إلا أن مصيرهم ما زال غير مؤكد.
تجربة أكاديمية مشتركة من كامبريدج إلى تورونتو
من جهتها، قالت جانيس شتاين، المديرة المؤسسة لمدرسة مونك:
“في حال لم يتمكن طلاب كلية كينيدي الدوليين من استكمال دراستهم في كامبريدج، فإننا نتطلع إلى استقبالهم في تورونتو، وتقديم تجربة أكاديمية مشتركة تجمع طلاب المدرستين.”
برنامج “HKS Global”: مزيج بين الحضور والتعليم عن بعد
يشمل التعاون إطلاق برنامج إضافي بعنوان “HKS Global”، يجمع بين التعليم عن بُعد والحضور الشخصي، بما يسمح للطلاب بالاندماج في البيئة الأكاديمية الكندية مؤقتًا.
إجراءات القبول ومحددات المشاركة
سيتعين على طلاب هارفارد الراغبين في الدراسة بتورونتو الحصول على تصريح دراسة كندي، كما سيسجلون كطلاب غير حاصلين على درجة علمية في مدرسة مونك، شرط أن يكونوا قد أكملوا عامًا دراسيًا واحدًا في الولايات المتحدة.
دون تأثير على الطلاب الكنديين
ورغم أن كندا نفسها فرضت قيدًا على أعداد الطلاب الدوليين مؤخرًا، إلا أن جامعة تورونتو أكدت أن الاتفاق لن يؤثر على عدد المقاعد المتاحة لطلابها المحليين، سواء في البرامج الأكاديمية أو في السكن الجامعي.
نموذج تضامن أكاديمي في وجه السياسات التقييدية
في ظل تصاعد سياسات الهجرة المتشددة في الولايات المتحدة، يبرز هذا التعاون بين هارفارد وتورونتو كنموذج للتضامن الأكاديمي العابر للحدود، في محاولة لإنقاذ مستقبل آلاف الطلاب الدوليين من التجميد القسري.
