عربي وعالمي

ترامب يصعّد نبرته: رسوم جمركية تصل إلى 200% وارتباك في واشنطن.

تهديدات ترامب التجارية تثير مخاوف تضخمية وتربك الأسواق وسط جدل داخلي حول جدوى السياسات.

في خطوة تعكس توجّهاً متزايداً نحو السياسات الحمائية، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عزمه فرض رسوم جمركية عالية على واردات رئيسية، تشمل الأدوية والنحاس. والقرارات الجديدة تهدف، بحسب ترامب، إلى حماية الصناعات الوطنية، لكنها في الوقت ذاته تثير مخاوف من تصعيد تجاري قد ينعكس سلباً على الاقتصاد الأميركي والعالمي.

 

المهلة: لا تأجيل بعد 1 أغسطس

أكد ترامب، عبر منصته على وسائل التواصل الاجتماعي، أن موعد تنفيذ الرسوم الجمركية الجديدة سيكون الأول من أغسطس دون تأجيل إضافي، رغم أنه كان قد وقّع قبل يوم على أمر تنفيذي غيّر موعد التنفيذ من 9 يوليو إلى 1 أغسطس، ما زاد من حالة الارتباك في واشنطن.

قال ترامب بلهجة حاسمة: “لا تغيير في هذا الموعد، ولن يكون هناك أي تغيير.”

 

قائمة من 14 دولة ورسائل في الطريق

الرئيس الأميركي لوّح أيضاً بفرض رسوم تصل إلى 40% على واردات من 14 دولة، من بينها بنغلاديش، اليابان، وكوريا الجنوبية. ورغم النبرة التصعيدية، تم تمديد فترة التفاوض مع تلك الدول لثلاثة أسابيع، ما اعتُبر مؤشراً على احتمال المساومة أو التراجع عن التنفيذ الكامل. وأشار ترامب إلى أن الإخطارات الرسمية للدول المعنية سيتم إرسالها تباعاً.

 

النحاس والأدوية في دائرة الاستهداف

من أبرز السلع المشمولة بالرسوم الجمركية الجديدة:

النحاس: رسوم بنسبة 50% لتعزيز الإنتاج الأميركي. وقد ارتفعت أسعار النحاس في السوق الأميركية بنسبة 12% عقب الإعلان.

الأدوية: رسوم قد تصل إلى 200%، مع فترة سماح تمتد من سنة إلى سنة ونصف للمصنّعين لتعديل أوضاعهم.

وقال ترامب خلال مؤتمر صحفي: “الأدوية، الرقائق الإلكترونية، وعدد من المنتجات الكبرى… جميعها ستخضع للرسوم. الإعلان الرسمي قادم قريباً.”

 

الأسواق تتعامل بحذر.. ونظرية “تاكو” حاضرة

رغم التصعيد، لم تُظهر الأسواق المالية ردّ فعل عنيف.

ارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 0.03%

تراجع مؤشر داو جونز بنسبة 0.3%

هذا التوازن النسبي فسّره بعض المحللين بإيمان الأسواق بنظرية “TACO – Trump Always Chickens Out”، أي أن ترامب غالباً ما يطلق تهديدات كبيرة لكنه يتراجع عن التنفيذ.

 

قلق من موجة تضخم جديدة

خبراء اقتصاديون حذروا من أن هذه الرسوم الجمركية، خاصة على الأدوية والمعادن الأساسية، قد تؤدي إلى رفع تكاليف الإنتاج وزيادة الأسعار على المستهلك الأميركي، ما ينذر بموجة تضخم جديدة تضرب الأسواق الأميركية في توقيت حساس.

 

سياسة محكمة أم خطوات ارتجالية؟

السؤال الأساسي الذي يتردد في واشنطن: هل هذه الإجراءات نابعة من خطة اقتصادية محكمة لتعزيز التصنيع المحلي؟

أم أنها مجرد تحرّكات انتخابية تهدف إلى كسب دعم القواعد الشعبية؟

غياب الاتساق في المواعيد، والغموض حول التفاصيل، يضعف الثقة ويجعل التنبؤ بالخطوة التالية لإدارة ترامب أكثر صعوبة.

 

أقرأ أيضاً:

 

هل يستهدف حزب العمال حقوق الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة تحت شعار “الإصلاح”؟

 

سولين غزيم

سولين غزيم صحفية سورية ، تتميز بقلمها الجريء واهتمامها العميق بالقضايا الإنسانية والاجتماعية. تعمل على تسليط الضوء على هموم الناس بصوت صادق، وتنقل الحقيقة من قلب الحدث بموضوعية وشغف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى