عربي وعالمي

البنتاغون يقر شارة “الخدمة القتالية” للجنود المنتشرين في الشرق الأوسط بعد 7 أكتوبر

القرار لا يشمل أية امتيازات مالية ويشمل 15 دولة بينها إسرائيل ومصر والسعودية

أعلنت وزارة الجيش الأمريكية أنها ستمنح “شارة القتال” (Combat Patch) للجنود الذين خدموا في الشرق الأوسط وأجزاء من إفريقيا بين 7 أكتوبر 2023 و24 يونيو 2025، وهي فترة تشمل أحداثًا بارزة مثل هجوم حماس على إسرائيل، والردود الإيرانية، والضربات الأمريكية.

لكن اللافت أن الشارة لا تمنح حاملها أي امتياز مالي مثل “بدل الخطر” أو “الإعفاء الضريبي للمناطق القتالية”، ما دفع بعض الأصوات داخل المؤسسة العسكرية إلى وصف الخطوة بأنها رمزية أكثر من كونها اعترافًا حقيقيًا بخطورة المهمة.

من يشمل القرار؟

وفقًا للجيش الأمريكي، يحق للجنود من الجيش النظامي، والحرس الوطني، والاحتياط، ارتداء الشارة إذا خدموا ليوم واحد على الأقل خلال الفترة المحددة، في أي من الدول التالية:
البحرين، مصر، العراق، إسرائيل، الأردن، الكويت، لبنان، عمان، باكستان، قطر، السعودية، سوريا، الإمارات، اليمن، وأفغانستان.

ويُلاحظ أن بعض هذه الدول، كالكويت ومصر، تُعد تقليديًا مناطق انتشار “آمنة نسبيًا”، مما أثار تساؤلات حول مدى اتساق المعايير، خاصة مع استبعاد دول مثل الصومال التي تشهد مواجهات مسلحة متقطعة منذ التسعينيات.

لماذا هذا التوقيت؟

القرار يغطي فترة حرجة بدأت بعد الهجوم المفاجئ الذي شنّته حماس على إسرائيل في أكتوبر 2023، وما أعقبه من تصعيد عسكري، بما في ذلك الهجمات الإيرانية على قواعد أمريكية مثل قاعدة “العديد” في قطر.

وتشير التحليلات إلى أن نهاية الفترة المحددة (يونيو 2025) تتزامن مع آخر المواجهات الكبرى، لكن الجيش لم يستبعد إمكانية تمديد الإطار الزمني في حال تجدّد التصعيد، خصوصًا مع إيران.

الشارة القتالية: تاريخ من الرمزية العسكرية

تُعرف رسميًا باسم “شارة الكم للعمليات القتالية السابقة” (Shoulder Sleeve Insignia – Former Wartime Service)، وتُرتدى على الكم الأيمن للزي العسكري أسفل العلم الأمريكي.

ظهر هذا التقليد رسميًا في الحرب العالمية الثانية، لكنه أصبح أكثر شيوعًا خلال ما يسمى “الحرب العالمية على الإرهاب” بعد عام 2001.

وترمز الشارة إلى أن الجندي خدم في منطقة عمليات نشطة، وغالبًا ما ترتبط بتجارب ميدانية شاقة أو تعرض مباشر للخطر، وهو ما يُثير الجدل حاليًا حول منحها لمن خدم في مناطق هادئة نسبيًا.

من Wildcat Creek إلى الشرق الأوسط

أول شارة كتف عسكرية أمريكية ظهرت في الحرب العالمية الأولى عندما اعتمدت فرقة المشاة 81 رمز “القط البري” نسبة إلى منطقة تدريبهم قرب نهر Wildcat Creek.
ومنذ ذلك الحين أصبحت الشارات جزءًا من الهوية القتالية في الجيش الأمريكي، خصوصًا بعد أن تطورت تقنيات الحياكة والإنتاج على نطاق واسع.

انتقادات داخلية ومخاوف من “تمييع الرمزية”

موقع Military.com أشار إلى استياء بعض الجنود من أن دولًا “آمنة نسبيًا” مثل الكويت أُدرجت ضمن القائمة، في حين استُبعدت مواقع فيها عمليات فعلية مثل الصومال.
كما أن منح الشارة لأي جندي خدم يومًا واحدًا فقط يمثل تغييرًا كبيرًا عن القواعد السابقة، التي كانت تتطلب نشرًا لا يقل عن شهر في منطقة قتال نشطة.

سياسة رمزية أم تكريم عادل؟

يرى بعض المراقبين أن القرار هو محاولة من الجيش الأمريكي لرفع الروح المعنوية في وقت تزداد فيه الضغوط السياسية والعسكرية على القوات الأمريكية المنتشرة بالخارج، لكن في غياب امتيازات مالية، قد يُنظر إلى القرار باعتباره مجرد إجراء رمزي لا يُعالج حقيقة المخاطر التي يواجهها الجنود في الميدان.

اقرأ أيضًا:

كارثة عيد الاستقلال: الفيضانات تحوّل ريف تكساس من جنة إلى منطقة منكوبة

رحمة عماد

صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى