نتنياهو يهاجم رئيس وزراء بلجيكا: “قائد ضعيف يسترضي الإرهاب”

في تصعيد جديد للتوترات الدبلوماسية بين إسرائيل وعدد من الدول الأوروبية، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الأربعاء، نظيره البلجيكي بارت دي فيفر بأنه “قائد ضعيف”، وذلك على خلفية إعلان بلجيكا عزمها الاعتراف بدولة فلسطين خلال الدورة المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال نتنياهو في بيان رسمي صدر عن مكتبه:
“رئيس الوزراء البلجيكي دي فيفر هو قائد ضعيف يسعى لمهادنة الإرهاب من خلال التضحية بإسرائيل”، مضيفًا: “إسرائيل لن توافق على ذلك، وستواصل الدفاع عن نفسها”
بلجيكا تنضم إلى موجة الاعتراف الأوروبي بدولة فلسطين
وكان وزير الخارجية البلجيكي، ماكسيم بريفو، قد أعلن الثلاثاء أن بلاده تعتزم الاعتراف رسميًا بدولة فلسطين خلال الاجتماعات المقررة للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، والتي تنعقد في الفترة ما بين 9 و23 سبتمبر الجاري.
وتأتي الخطوة البلجيكية في أعقاب إعلان مماثل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي أكد أن فرنسا ستعترف بدولة فلسطين في نفس الإطار الزمني، ما يعكس توجهًا أوروبيًا متصاعدًا نحو دعم الحق الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة.
تصريحات نتنياهو تثير ردود فعل متباينة
تصريحات نتنياهو أثارت ردود فعل متباينة داخل الأوساط الدبلوماسية والإعلامية، إذ اعتبرها مراقبون تصعيدًا دبلوماسيًا غير معتاد ضد رئيس وزراء دولة أوروبية كبرى، خصوصًا أن بلجيكا لم تتخذ خطوة فردية، بل تندرج ضمن سياق تحرك دولي واسع.
ومن الجدير بالذكر أن أكثر من 10 دول غربية أعلنت بالفعل عزمها الاعتراف بدولة فلسطين خلال الفترة المقبلة، منها إسبانيا، النرويج، آيرلندا، سلوفينيا، فرنسا، كندا، وهو ما يعتبره مسؤولون أوروبيون بمثابة “خطوة نحو دعم السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط”.
نتنياهو: الاعتراف بفلسطين “تشجيع للإرهاب”
في بيانه، لم يكتفِ نتنياهو بانتقاد بلجيكا، بل وجّه انتقادات أوسع للنهج الأوروبي، قائلاً إن “الاعتراف الأحادي بدولة فلسطينية في هذا التوقيت هو تشجيع للإرهاب ومكافأة لحماس”، مضيفًا أن مثل هذه الخطوات “تقوّض فرص السلام بدلاً من تعزيزها”.
كما اتهم بعض الحكومات الغربية بـ”السعي لإرضاء الجماعات المتطرفة على حساب أمن إسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها”، وفق تعبيره.
مواقف أوروبية متزايدة نحو الاعتراف بفلسطين
اللافت في هذا التطور هو تسارع وتيرة الاعترافات الأوروبية بدولة فلسطين، والتي يرى محللون أنها تمثل تحوّلًا في الموقف الغربي التقليدي تجاه القضية الفلسطينية، خاصة بعد التصعيد العسكري المستمر في غزة والضفة الغربية، وتزايد الانتقادات الحقوقية الموجهة لإسرائيل.
ويُتوقع أن يشكل اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الجاري منصة دولية حاسمة، قد تفضي إلى موجة جديدة من الاعترافات الرسمية، وربما إعادة طرح ملف فلسطين بشكل أقوى على أجندة المجتمع الدولي
غياب الموقف الأمريكي وتصاعد الضغط الدولي
في المقابل، تواصل الولايات المتحدة التزامها بموقفها التقليدي بعدم الاعتراف الأحادي بدولة فلسطينية، داعية إلى حل تفاوضي ثنائي بين الطرفين.
لكن مع تزايد الاعترافات الأوروبية، تتصاعد الضغوط على واشنطن لمراجعة سياساتها، في ظل ما تصفه منظمات حقوقية بـ”تآكل مصداقية الموقف الأمريكي كوسيط نزيه”.