مناورات “زاباد 2025”: روسيا وبيلاروسيا تختبران قدراتهما قرب حدود الناتو

وسط تصاعد التوترات في شرق أوروبا والحرب المستمرة في أوكرانيا، أطلقت روسيا وبيلاروسيا يوم 12 سبتمبر مناوراتهما الاستراتيجية المشتركة “زاباد 2025″، التي اعتُبرت اختبارًا لقدرة “دولة الاتحاد” على “صد أي عدوان محتمل”.
نطاق المناورات وأهدافها
تجري التدريبات في ميادين متعددة داخل روسيا وبيلاروسيا، وتمتد إلى بحر البلطيق وبحر بارنتس. المرحلة الأولى تركز على القيادة والسيطرة، عبر محاكاة هجمات ضد دولة الاتحاد، مع تحسين التنسيق بين الأركان، وإدارة التشكيلات في ظروف قتال معقدة، واختبار قابلية التشغيل البيني بين الوحدات.
ردود أفعال إقليمية متوترة
ورغم وصف وزارتي الدفاع في موسكو ومينسك المناورات بأنها “مخطط لها مسبقًا”، أثار توقيتها قلقًا بالغًا في دول الناتو الحدودية.
بولندا أغلقت حدودها مع بيلاروسيا ليلة 11 سبتمبر بشكل كامل، محذرة من “أيام حرجة”.
لاتفيا أقرت قرارًا برلمانيًا يقضي بإغلاق حدودها مع روسيا وبيلاروسيا طوال فترة التمرين.
ليتوانيا فرضت قيودًا جزئية على مجالها الجوي.
تطمينات روسية وتشكيك غربي
المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قال إن “زاباد 2025” “لا يستهدف أي طرف”. لكن رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك اعتبر أن بلاده أقرب الآن إلى “نزاع مفتوح” منذ الحرب العالمية الثانية. من جهته، حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أن المناورات ذات طابع هجومي وليست دفاعية.
مقارنة بالنسخ السابقة
تُجرى مناورات “زاباد” تقليديًا كل أربع سنوات. نسخة 2021 جمعت نحو 200 ألف جندي، بينما أعلنت بيلاروسيا في البداية مشاركة 13 ألف جندي فقط في نسخة 2025، قبل أن تخفض الرقم للنصف، وسط تقديرات بأن الحرب في أوكرانيا استنزفت القدرات الروسية البشرية والعسكرية.
رسائل استراتيجية حساسة
ورغم تقليص الأعداد، أكدت مينسك أن المناورات ستتضمن اختبارًا للصاروخ الروسي الجديد “أوريشنيك” القادر على حمل رؤوس نووية، إضافة إلى تدريبات على سيناريوهات ضربات نووية. هذا المكون النووي يضاعف القلق الغربي، خصوصًا مع المخاوف من محاكاة هجوم على ممر سوالكي، الشريط البري الضيق الذي يربط دول البلطيق ببقية الناتو.
مواقف بيلاروسية
الرئيس ألكسندر لوكاشينكو رفض المخاوف الغربية واصفًا إياها بـ”الهراء التام”، فيما قالت وزارة دفاعه إن مواقع المناورات أُبعدت عمدًا عن الحدود البولندية لتقليل التوترات.