تقارير التسلح

روسيا تعزز قوتها الجوية بدفعة جديدة من قاذفات Su-34

في خطوة جديدة لتعزيز ترسانتها العسكرية، أعلنت شركة United Aircraft Corporation UAC التابعة لمجموعة “روستيخ” الروسية عن تسليم دفعة جديدة من قاذفات Su-34 المتطورة إلى قوات الفضاء الروسية. هذه الدفعة هي الخامسة خلال عام 2025، ما يعكس إصرار موسكو على الاستمرار في تطوير أسطولها الجوي رغم العقوبات الغربية المشددة. وتأتي هذه الخطوة ضمن خطة طويلة الأمد تهدف إلى الحفاظ على التفوق الجوي الروسي وسط الحرب المتصاعدة في أوكرانيا، في وقت تعتمد فيه موسكو بشكل متزايد على الضربات الجوية لتحقيق مكاسب ميدانية.

 

اختبارات ناجحة وتسليم رسمي

 

أكدت شركة “روستيخ” في بيان رسمي أن الطائرات الجديدة اجتازت جميع اختبارات الطيران والفحص الأرضي بنجاح، قبل تسليمها رسميًا للجيش الروسي. وأشارت إلى أن مصانع الطيران التابعة لها تواصل الإنتاج بوتيرة ثابتة، دون تأثر واضح بالعقوبات، مع خطط لتسليم دفعات إضافية قبل نهاية العام. وأوضح البيان أن Su-34 أثبتت كفاءتها كقاذفة متعددة المهام قادرة على العمل في جميع الظروف الجوية، وتُعد اليوم “أسطورة في سلاح الجو الروسي” بفضل مزيجها من السرعة العالية والتقنيات الحديثة والأسلحة الدقيقة.

 

قدرات قتالية متطورة

 

تتميز قاذفة Su-34 بقمرة مزدوجة وتصميم يتيح تنفيذ عمليات هجومية طويلة المدى ضد أهداف محصّنة، مع القدرة على التحليق على ارتفاعات مختلفة. وتستطيع الطائرة حمل مجموعة واسعة من الأسلحة الموجهة وغير الموجهة، ما يجعلها منصة فعالة في الهجمات التكتيكية والاستراتيجية. كما زُوّدت بأنظمة رصد واستطلاع متقدمة تمنح الطيارين رؤية شاملة لساحة القتال. أحد الطيارين الروس وصفها بأنها “سلاح يمنح السيطرة الكاملة على السماء، خاصة في العمليات الخاصة التي تتطلب دقة عالية واستجابة فورية.”

 

دور محوري في الحرب الأوكرانية

 

تأتي هذه الإضافة الجديدة في وقت تكثّف فيه موسكو ضرباتها الجوية ضد البنية التحتية الأوكرانية، لا سيما منشآت الطاقة ومراكز القيادة. وتُستخدم Su-34 على نطاق واسع في هذه المهام، بفضل قدرتها على حمل صواريخ بعيدة المدى وقنابل انزلاقية دقيقة. كما تعمل جنبًا إلى جنب مع مقاتلات Su-35S الحديثة، التي استلمتها روسيا على دفعات متتالية هذا العام، ما يعكس مساعيها لتجديد أسطولها الجوي وتوسيع قدراته الهجومية في مواجهة الدعم الغربي لكييف.

 

استمرار الرهان على التفوق الجوي

 

تعكس وتيرة الإنتاج والتسليم المنتظمة أن روسيا نجحت في حماية صناعاتها الدفاعية الحيوية رغم القيود التكنولوجية الغربية. ويبدو أن الكرملين يراهن على القوة الجوية كأداة رئيسية لترجيح كفة الصراع، سواء في أوكرانيا أو في توازناته الأوسع مع الناتو. ومع استمرار التصعيد، تمضي موسكو بخطى ثابتة في تحديث أسطولها العسكري للحفاظ على قدرتها الهجومية والتفوق في سماء المعركة.

اقرأ أيضاً

البنتاغون يطلق برنامج الدفاع الصاروخي “شيلد” بقيمة 151 مليار دولار

رحمة حسين

رحمة حسين صحفية ومترجمة لغة فرنسية، تخرجت في كلية الآداب قسم اللغة الفرنسية وآدابها بجامعة عين شمس. تعمل في مجال الصحافة الثقافية والاجتماعية، إلى جانب عملها في الترجمة من الفرنسية إلى العربية. تهتم بقضايا حقوق الإنسان وحقوق المرأة، ولها كتابات مؤثرة في هذا المجال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى