“REMUS 620”: خطوة جديدة نحو الغواصات الذاتية في البحرية الأمريكية
اختبار ناجح للغواصة الذاتية REMUS 620 مع غواصات فرجينيا النووية الأمريكية

في إنجاز تقني يعزز من قدرات البحرية الأمريكية في الحروب البحرية المستقبلية، أعلن فريق مشترك من شركة HII ومؤسسة وودز هول لعلوم المحيطات (WHOI) والمركز البحري للحرب تحت الماء (NUWCDIVNPT) عن نجاح اختبار جديد لتكامل الطوربيد الذاتي المتطور “REMUS 620” مع أنظمة أنابيب الطوربيد في غواصات “فرجينيا” النووية. يمثل هذا الاختبار محطة رئيسية في مشروع البحرية الأمريكية لدمج المركبات الذاتية غير المأهولة في عمليات الغواصات، بما يعزز من مرونة العمليات تحت سطح البحر، ويوسع من نطاق المهام دون تعريض الطواقم للخطر. ويشير نجاح هذا الاختبار إلى اقتراب مرحلة التجارب المائية الكاملة، مما يعزز مستقبل الاستخدام العملياتي لهذه التكنولوجيا في مسارح العمليات البحرية عالية المخاطر.
اختبار ناجح مع أنظمة الغواصات النووية
أكدت شركة HII أن مركبة REMUS 620 اجتازت اختبار التوافق مع أنظمة التحميل والإطلاق في غواصات “فرجينيا”، بما يشمل أنظمة التحكم في الكبسولات والتعامل مع الطوربيدات (SAFECAP). وتم إجراء هذا الاختبار بنجاح في منشأة تكامل الحمولة الخاصة بغواصات “فرجينيا” (VCCPIF)، باستخدام أنبوب الطوربيد من طراز Mk71.
تصريحات رسمية تؤكد الاستعداد للتجارب الحية
قال أدريان غونسالفيس، رئيس منتج REMUS 620 في HII: “هذا الإنجاز يمهد الطريق لمزيد من الاختبارات قبل تنفيذ تجربة إطلاق واستعادة كاملة في المياه، والمقررة لاحقًا هذا الصيف”. وأشاد ريك ثورنتون من مركز NUWCDIVNPT بالتنسيق المسبق مع HII وWHOI، مؤكدًا أن “فريق REMUS 620 كان على أتم استعداد، وتم تنفيذ جميع العمليات بأمان وكفاءة”.
تكامل تقني متطور مع تقنية الرسو “Yellow Moray”
نجحت المركبة في تنفيذ تجربة جافة متكاملة باستخدام تقنية الرسو المتقدمة “Yellow Moray” المطورة من قبل WHOI، ضمن الكبسولة المشتركة للمركبات الذاتية والطوربيدات. ويأتي هذا الإنجاز بعد نجاح تجربة سابقة على متن الغواصة “يو إس إس ديلاوير” (SSN 791)، التي نفذت أول عملية إطلاق واستعادة في البحر لمركبة غير مأهولة من خلال أنبوب طوربيد.
REMUS 620: نحو سيطرة تحت سطح البحر
تصنف REMUS 620 كأحدث جيل من المركبات غير المأهولة المتوسطة الحجم (MUUV)، وهي مصممة للاندماج الكامل مع المنصات المأهولة مثل غواصات “فرجينيا”، ما يتيح تنفيذ مهام استكشافية وهجومية واستطلاعية دون كشف أو تعرض للأطقم البشرية.
تصميم مفتوح لتحديثات المستقبل
بفضل بنيتها المعمارية المفتوحة، تتيح REMUS دمج الحمولات المختلفة بسرعة، ما يسمح بتعديل المركبة لتلائم المهام المختلفة وإدخال التقنيات الجديدة مستقبلًا بسهولة، وهي نقطة حاسمة في استراتيجية الحفاظ على الفعالية العملياتية والتكلفة المستدامة.
منصة مجربة وموثوقة عالميًا
حتى اليوم، باعت HII أكثر من 700 مركبة REMUS لأكثر من 30 دولة، بينها 14 من أعضاء الناتو. ويُعد معدل الاستمرارية في الخدمة للمركبات (90% خلال 23 عامًا) دليلاً قويًا على متانتها وقيمتها في اتخاذ قرارات الشراء الدفاعية.
يمثل نجاح REMUS 620 خطوة استراتيجية نحو مستقبل تتكامل فيه الغواصات النووية المتقدمة مع تقنيات الذكاء الاصطناعي والاستقلالية التشغيلية، ما يعيد تشكيل أساليب الحروب البحرية ويمنح البحرية الأمريكية تفوقًا تكنولوجيًا يصعب مجاراته في الأعماق.