أمّ تهزم الخوف: كيف أنقذت راشيل هاوكينز طفليها من سيارة مشتعلة على جسر “هيويت”
تمكنت علي الخوف :راشيل هاوكينز تمكنت من إنقاذ طفليها أثناء إشتعال سياره

في صباح هادئ من عام 2018، لم تكن راشيل هاوكينز تدرك أن حياتها ستتغير في غضون دقائق، وأنها ستجد نفسها أمام اختبار مرعب بين الحياة والموت. قبل أسبوعين فقط، كان زوجها روبن قد أخبرها بحلم مفزع: حادث على جسر “هيويت أفينيو تريستل” في مدينة إيفيريت بواشنطن، واضطراره للاختيار بين إنقاذ أحد طفليهما. لم تتخيل راشيل أن ذلك الكابوس سيتحول إلى مشهد واقعي، ولكن في دور البطولة كانت هي.
بداية صباح عادي
في ذلك اليوم، كانت راشيل تعد ابنتها تاليا (3 سنوات) وابنها ويستون (10 أشهر) للذهاب إلى الحضانة قبل توجهها إلى عملها. كالمعتاد، جلست الطفلتان في المقعد الخلفي، وكانت تتحدث مع زوجها عبر مكبر الصوت في السيارة. فجأة، انتشرت رائحة غريبة تشبه البلاستيك المحترق.لم تقلق كثيرًا في البداية، فقد اعتقدت أن مصدر الرائحة أحد المصانع القريبة من الطريق. لكن دقائق قليلة فصلت بينها وبين إدراك الحقيقة القاتلة.
على الجسر… والدخان يشتد
حين وصلت إلى الجسر الذي كان مسرح حلم زوجها، ظهر على لوحة القيادة تحذير “توقف”. لم تكن هناك مساحة آمنة للتوقف، فالجسر بطول 2.5 ميل بلا كتف جانبي. قررت الاستمرار حتى نهاية الجسر، لكن الدخان بدأ يخرج بكثافة من غطاء المحرك حتى حجب الرؤية أمامها.بجهد كبير، تمكّنت من إيقاف السيارة على جانب الطريق، بينما كانت السيارات والشاحنات تمر بسرعة خطيرة على بعد بوصات منها.
من الدخان إلى النار
اتصلت بخدمة المساعدة على الطريق (AAA)، لكنها صُدمت حين أُبلغت بأن عضويتها منتهية. وأثناء المكالمة، شاهدت النيران تشتعل في مقدمة السيارة عبر الزجاج الأمامي. أدركت أن الوضع لا يحتمل ثانية تأخير.قفزت من مقعد السائق، فتحت باب المقعد الخلفي، وبدأت بفك حزام مقعد ويستون. في هذه اللحظة، كانت موظفة الـAAA تصرخ في الهاتف: “اتصلي بالإسعاف فورًا!”
لحظة القرار الصعب… ويد العون المجهولة
في ثوانٍ، فكّرت راشيل: هل تضع ابنها على الطريق لتعود سريعًا لابنتها؟ أم تحمل الاثنين معًا وتجري؟ بينما كانت تتجمد للحظة من الخوف، ظهر رجل من العدم، نظر إليها قائلاً: “لا تقلقي يا أمي”، وأخذ ويستون نحو سيارته المتوقفة خلفها.استدارت راشيل إلى باب تاليا، لتجد النار قد تسللت إلى الداخل. الطفلة تصرخ: “ماما!”، فأمسكتها بسرعة وانطلقت نحو سيارة الرجل، بينما كانت ألسنة اللهب ترتفع خلفها.
الابتعاد عن الجحيم
انطلقت السيارة التي أقلّتهم مبتعدة عن موقع الحريق، فيما كانت تاليا تبكي وهي ملتصقة بصدر والدتها. وصلت راشيل مع طفليها إلى معرض سيارات قريب، شاكرة الرجل الذي أنقذهم، لكنها غادرت دون أن تعرف اسمه.لاحقًا، اتصلت بصديقة للعائلة جاءت لتقلهم، ولم تخلُ اللحظة من سخرية مريرة حين قال لها مازحًا: “تأخرت قليلًا… كان هناك حريق كبير على الطريق.”
الصدمة اللاحقة والخوف المستمر
بعد الحادث، ظلّت راشيل تعاني من كوابيس متكررة، تعيد فيها تمثيل المشهد المروع. أصبحت تفتح نوافذ السيارة فورًا إذا شمّت أي رائحة غريبة، مقتنعة أن النار ستشتعل مجددًا.جلسات علاجية بتقنية EMDR ساعدتها على تجاوز الصدمة، بل وتمكنت لاحقًا من عبور الجسر نفسه بهدوء. أما أطفالها، فلم يحتفظوا بأي ذكرى عن ذلك اليوم، وعادوا سريعًا إلى حياتهم الطبيعية.
النهاية المفتوحة
حتى اليوم، لم يُعرف سبب الحريق الذي التهم السيارة. بالنسبة لراشيل، تبقى القصة تذكرة أبدية بأنها خاطرَت بحياتها من أجل طفليها، وتقول مبتسمة: “عندما يتذمرون من أنني لا أفعل ما يريدونه، أذكرهم أنني دخلت سيارة تحترق من أجلهم – وسأفعلها مجددًا دون تردد.”