في تحرك استراتيجي يعكس طموحًا غير محدود، كشف تشاندارابابو نايدو، زعيم حزب “تيلوغو ديسام”، عن مشروع “وادي الكم” في ولاية أندرا براديش، الذي يسعى من خلاله لجعل الولاية قطبًا عالميًا في مجال الحوسبة الكمّية والابتكار التكنولوجي المتقدم.

ويأتي هذا المشروع الطموح بعد تحالف سياسي جديد مع رئيس الوزراء ناريندرا مودي، عقب فوز نايدو بـ16 مقعدًا حاسمًا في البرلمان.

من صانع حيدر آباد إلى مؤسس “Quantum Valley”

نايدو ليس جديدًا على مشروعات التكنولوجيا، فقد كان وراء تحويل حيدر آباد في التسعينات إلى مركز تكنولوجي عالمي.

واليوم يعاود التجربة ذاتها عبر “وادي الكم”، وهو مجمّع علمي ضخم يضم منشآت للأبحاث، التصنيع الذكي، واستخدامات الحوسبة الكمّية في الطاقة والتعليم والطب.
ويأمل نايدو أن يتفوق المشروع على مراكز التقنية التقليدية في بنغالور وحيدر آباد، وأن يضع الهند في طليعة السباق العالمي في مجال التكنولوجيا الكمية.

وأعلنت شركة IBM عن التزامها الكامل بتقديم بنية تحتية متقدمة للحوسبة الكمّية داخل “وادي الكم”، بينما تقوم شركة “L\&T” بمهام الإنشاءات والمرافق، وتضطلع “TCS” بدور نقل التكنولوجيا وتطوير التطبيقات العملية.
وأكد نائب رئيس IBM، سكوت كراودر، أن الهند تملك البيئة المثالية للابتكار الكمي، مستشهدًا بكفاءة الكوادر الهندية في الرياضيات واللغة الإنجليزية.

إحياء مشروع العاصمة “أمارافاتي” بدعم مركزي

عودة نايدو إلى الحكم أعادت مشروع “أمارافاتي” إلى الواجهة  العاصمة الذكية الجديدة لولاية أندرا براديش، التي توقفت منذ عام 2019. وقد حصل المشروع على دعم مباشر من حكومة مودي، بالإضافة إلى تمويل من البنك الدولي وبنك التنمية الآسيوي.

وكما تم توقيع مذكرة تفاهم مع Google لإنشاء مركز بيانات ضخم للذكاء الاصطناعي في مدينة “فيزاكاباتنام”، مما يعزز البنية التحتية التكنولوجية في المنطقة.

 من خصومة سياسية إلى شراكة استراتيجية

رغم الخلافات الحادة سابقًا، بما في ذلك وصف نايدو لمودي بـ”الإرهابي المتشدد”، إلا أن المشهد السياسي تغير كليًا بعد انتخابات 2024.

والتحالف الجديد يحقق مكاسب للطرفين: مودي يعزز نفوذه في جنوب الهند، ونايدو يضمن الدعم الحكومي لمشاريعه الطموحة.

وقد وصف البعض هذا التحول بأنه “زواج مصلحة سياسي” يصب في صالح مستقبل الهند التكنولوجي.

عقبات سياسية واتهامات فساد.. لكن الطموح لا يتوقف

ورغم سجنه لفترة قصيرة عام 2023 على خلفية اتهامات بالفساد، ينفي نايدو صحة تلك التهم ويعتبرها “ذات دوافع سياسية”.
ويصفه مراقبون بأنه سياسي مثابر، لا يتراجع بسهولة، ويحظى بخبرة طويلة منذ أول انتخاب له عام 1978.

2029 في الأفق.. مودي مستمر و”وادي الكم” قد يتحقق

في ختام تصريحاته الأخيرة، أبدى نايدو ثقته في استمرار التحالف مع مودي حتى انتخابات 2029، بل وتوقع فوز تحالف بهاراتيا جاناتا مرة أخرى، مشيرًا إلى أن مودي “هو القائد المناسب لهذه الأمة” حتى بعد بلوغه 75 عامًا.

اقرأ ايضَا:

حين تكتب الفلسفة شعرًا: أمل الشارف بن ساسي تُدهشنا بنصٍ وجداني