تقارير التسلح

صفقة بـ2 مليار دولار لإعادة بناء مخزون صواريخ THAAD الأمريكية

في خطوة تؤكد تصاعد الطلب على أنظمة الدفاع الصاروخي الأمريكية، حصلت شركة لوكهيد مارتن على تعديل جديد في عقدها مع وزارة الدفاع الأمريكية بقيمة 2.06 مليار دولار، بهدف إنتاج دفعات إضافية من صواريخ THAAD الاعتراضية. هذه الصفقة ترفع القيمة الإجمالية لعقد الإنتاج الحالي من 8.35 مليار دولار إلى أكثر من 10.4 مليار دولار، مع استمرار العمل حتى الأول من ديسمبر 2029. يأتي هذا التوسع في الإنتاج في أعقاب واحدة من أكثر عمليات الاستخدام المكثف للنظام في تاريخه، خلال الصدام العسكري الأخير بين إيران وإسرائيل، حيث استُهلك عدد ضخم من الصواريخ في فترة زمنية قصيرة، ما فرض ضرورة إعادة بناء المخزون الاستراتيجي الأمريكي.

استهلاك غير مسبوق خلال المواجهة الإيرانية الإسرائيلية

التعديل في العقد يأتي بعد تقارير كشفت أن القوات الأمريكية أطلقت أكثر من 150 صاروخ THAAD خلال 12 يومًا من القتال بين إيران وإسرائيل مطلع هذا العام. هذا العدد، إذا تأكد، يمثل نحو 25% من إجمالي ما طلبه الجيش الأمريكي من هذه الصواريخ على مدار تاريخ البرنامج. وقد عملت بطاريات THAAD جنبًا إلى جنب مع أنظمة الدفاع الإسرائيلية للتصدي لموجات من الصواريخ الباليستية الإيرانية، في واحدة من أضخم الاشتباكات الصاروخية في التاريخ الحديث، وفقًا لمسؤولين دفاعيين نقلت تصريحاتهم صحيفة وول ستريت جورنال.

صواريخ THAAD الاعتراضية

أهمية نظام THAAD في منظومة الدفاع الأمريكية

يُعد نظام Terminal High Altitude Area Defense من الركائز الأساسية في بنية الدفاع الصاروخي الأمريكي، إذ يعتمد على تقنية “القتل الصادم” (Kinetic Kill) لاعتراض الصواريخ الباليستية القصيرة والمتوسطة المدى في مرحلتها النهائية، دون الحاجة إلى رأس متفجر. وقد توسع انتشار النظام عالميًا خلال العقد الماضي، مع نشر وحدات له في غوام وكوريا الجنوبية إضافة إلى مواقع داخل الولايات المتحدة، فضلًا عن صفقات تصدير سابقة لكل من الإمارات والسعودية.

دمج العمليات الدفاعية مع الحلفاء

الاستخدام الأخير للنظام في الشرق الأوسط أبرز قدرة الجيش الأمريكي على دمج منظوماته الدفاعية مع أنظمة الحلفاء، إذ عملت بطاريات THAAD بتناغم مع الدفاعات الإسرائيلية للتعامل مع هجمات صاروخية كثيفة ومعقدة. هذا المستوى من التعاون يعكس أيضًا الأهمية الاستراتيجية للنظام في دعم الأمن الإقليمي، خصوصًا في بيئات الصراع عالية الكثافة التي تتطلب سرعة رد فعل وفعالية اعتراض عالية.

التأثيرات الاستراتيجية للعقد الجديد

من المتوقع أن يسهم العقد في إعادة بناء المخزون الأمريكي من الصواريخ الاعتراضية، إلى جانب تلبية احتياجات العملاء الدوليين. كما سيشمل الإنتاج مواقع متعددة تابعة للوكهيد مارتن في دالاس وساني فالي وتروي وكامدن، ما يعزز النشاط الصناعي الدفاعي في الولايات المتحدة. ومع الوتيرة الحالية للتوترات الإقليمية وارتفاع وتيرة التهديدات الباليستية، يُرجح أن يظل الطلب على أنظمة مثل THAAD في تصاعد مستمر خلال السنوات المقبلة.

اقرأ أيضاً:

78 ساعة على تصويت المصريين بالخارج في انتخابات الشيوخ 2025

يارا حمادة

يارا حمادة صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى