الإيكونوميست: رهان إنفيديا بـ100 مليار دولار على أوبن إيه آي يثير أسئلة أكثر مما يجيب

في 22 سبتمبر، أعلنت شركة إنفيديا استعدادها لاستثمار ما يصل إلى 100 مليار دولار في شركة أوبن إيه آي، المطورة لأداة الذكاء الاصطناعي الشهيرة “شات جي بي تي”. الإعلان جاء في وقت تتسارع فيه وتيرة المنافسة على الصدارة في مجال الذكاء الاصطناعي، لكنه أيضًا أثار عاصفة من التساؤلات حول نوايا إنفيديا الحقيقية وتبعات الصفقة على السوق بأكمله.
الهدف المعلن: شرائح ذكاء اصطناعي
الهدف الظاهري للصفقة هو تمكين أوبن إيه آي من شراء ما بين 4 إلى 5 ملايين وحدة معالجة رسومية (GPU) من إنتاج إنفيديا، وهي شرائح تستخدم في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي العملاقة. هذه الكمية تقارب كامل إنتاج إنفيديا السنوي الحالي من هذه الرقائق، ما يمنحها دفعة مالية ضخمة وضمانًا طويل الأمد للطلب على منتجاتها.
المستفيد الأكبر: إنفيديا
قفزت أسهم إنفيديا بنسبة 4% فور الإعلان، ما رفع قيمتها السوقية إلى نحو 4.5 تريليون دولار. هذه الزيادة تعكس ثقة السوق في قدرة الشركة على الاستفادة القصوى من الصفقة، خصوصًا في ظل الطلب العالمي المتزايد على الشرائح المتخصصة في الذكاء الاصطناعي.
علاقة معقدة تثير الشبهات
ورغم أن الاستثمار يبدو مربحًا للطرفين، إلا أن هيكل العلاقة يثير تساؤلات حادة. إذ إن إنفيديا تموّل شركات تعتمد على شرائحها، مثل أوبن إيه آي، ما يخلق حلقة مغلقة من المصالح. محللون يحذرون من أن هذا النموذج قد يهدد شفافية السوق ويضعف التنافسية، خاصة في ظل غياب ضوابط رقابية واضحة.
نموذج أوبن إيه آي: نجاح مستخدمين، فشل مالي؟
تجاوز عدد مستخدمي شات جي بي تي حاجز 700 مليون مستخدم نشط أسبوعيًا، لكن هذا النجاح الشعبي لا ينعكس بشكل واضح على الإيرادات. إذ تبلغ عائدات أوبن إيه آي السنوية حوالي 13 مليار دولار فقط، في مقابل التزامات مالية ضخمة — أبرزها صفقة بقيمة 300 مليار دولار مع أوراكل لبناء مراكز بيانات عملاقة.
تحديات البنية التحتية تفوق التوقعات
واحدة من أبرز العقبات أمام تنفيذ طموحات أوبن إيه آي تكمن في البنية التحتية. الشركة تحتاج إلى طاقة تشغيلية تبلغ 10 غيغاوات — ما يعادل نصف ما أضافته الولايات المتحدة من قدرات توليد الكهرباء في النصف الأول من 2025، أو ما يعادل إنشاء عشرة مفاعلات نووية جديدة. هذا تحدٍّ قد يستغرق سنوات، ويتطلب تنسيقًا مع الحكومات والجهات التنظيمية.
اعتراف من الداخل
سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لأوبن إيه آي، لم ينكر الصعوبات. فقد أقرّ بثلاثة تحديات رئيسية:
الاستمرار في تطوير أبحاث الذكاء الاصطناعي،
بناء منتجات ذات جاذبية جماهيرية
تجاوز عقبات البنية التحتية من حيث الشرائح والطاقة.
رهان محفوف بالمخاطر
الصفقة تعكس تحالفًا استراتيجيًا محفوفًا بالغموض. إنفيديا تراهن على ضمان هيمنتها على سوق الذكاء الاصطناعي، بينما تغامر أوبن إيه آي بنموذج عمل لا يزال غير مؤكد. فهل يكون هذا التعاون خطوة نحو المستقبل، أم فقاعة تقنية جديدة على وشك الانفجار؟