عرب وعالم

بدعم أمريكي وتوسع مستوطنات.. إسرائيل تدمر حلم حل الدولتين

بعد أكثر من 50 عامًا من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، تسعى دول مثل فرنسا وبريطانيا لإقامة حل الدولتين، عبر الاعتراف بالدولة الفلسطينية سعيًا للسلام. لكن الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، التي دمرت آلاف المنازل، وسياسة توسيع المستوطنات في الضفة الغربية جعلت فكرة الدولة المستقلة بعيدة المنال. بنيامين نتنياهو والقادة الإسرائيليون يرفضون قيام دولة فلسطينية، تاركين ملايين الفلسطينيين تحت احتلال دائم. حتى الدعم الأمريكي مشروط بالاتفاق، مما يزيد من صعوبة أي تقدم نحو السلام. الفلسطينيون يواجهون ضغوطًا يومية عبر نقاط التفتيش والمداهمات، بينما إسرائيل تركز على الأمن والسيطرة على الأراضي المحتلة، ما يقوض فرص الحل الدائم.

 

غزة.. حرب تمنع الاستقلال

 

الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة أحدثت دمارًا واسعًا شمل آلاف المنازل والبنية التحتية الحيوية، مما جعل أي محاولة لإقامة دولة فلسطينية صعبة التحقيق. القصف المكثف والعمليات العسكرية أضعفت المدن الفلسطينية، بينما استخدم اليمين الإسرائيلي هذه الأوضاع لتوسيع سيطرته على الضفة الغربية. الفلسطينيون يعيشون تحت قيود صارمة ونقاط تفتيش يومية، ما يزيد من معاناتهم. هذه السياسة المزدوجة من الحرب والتوسع الاستيطاني تهدف إلى إضعاف أي خطوات نحو استقلال فلسطيني. استمرار هذه الإجراءات جعل حل الدولتين بعيد المنال، وأكد أن السيطرة الإسرائيلية على الأرض أولوية استراتيجية على حساب الحقوق الفلسطينية.

 

المستوطنات.. 20 ألف وحدة جديدة

 

تخطط الحكومة الإسرائيلية لبناء أكثر من 20 ألف وحدة سكنية جديدة في الضفة الغربية خلال عام 2025، وفق بيانات منظمة “السلام الآن”. هذا التوسع يشمل مساحات واسعة قرب المدن الفلسطينية، ما يقلص فرص قيام دولة مستقلة. المستوطنون الإسرائيليون يهدفون إلى تعزيز قبضتهم على الأراضي المحتلة، ويعتبرون هذا التوسع وسيلة لإجهاض أي اتفاق محتمل. الفلسطينيون يواجهون ضغوطًا يومية من خلال المداهمات ونقاط التفتيش، ما يجعل حياتهم أكثر صعوبة. توسع المستوطنات يعكس رفض إسرائيل لأي تنازل، ويؤكد أن السيطرة على الأرض أولوية استراتيجية تفوق أي خطوات نحو السلام.

 

نتنياهو.. رفض الدولة الفلسطينية

 

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن صراحة: “لن تكون هناك دولة فلسطينية غرب نهر الأردن”، مؤكداً استمرار سياسة رفض الاستقلال الفلسطيني. إسرائيل تسيطر على الأراضي المحتلة منذ 1967 بما فيها القدس الشرقية، وتفرض قيودًا صارمة على الفلسطينيين. الولايات المتحدة توضح أنها ستعترف بالدولة الفلسطينية فقط بعد اتفاق رسمي بين الطرفين، لكن الاحتلال المستمر والتوسع الاستيطاني يجعل هذا السيناريو بعيدًا عن التحقيق. الفلسطينيون يرون في هذه السياسات تهديدًا لمستقبل أطفالهم وحقوقهم، بينما يركز القادة الإسرائيليون على الأولوية الأمنية على حساب استقلال الشعب الفلسطيني وإمكانية التوصل إلى حل سلمي.

 

مفاوضات السلام.. أمل تلاشى

 

من التسعينيات حتى إدارة أوباما، جرت مفاوضات متعددة بين إسرائيل والفلسطينيين، أبرزها اتفاقيات أوسلو التي أنشأت السلطة الفلسطينية. رغم ذلك، لم يتحقق الاستقلال الكامل. انهيار المفاوضات نجم عن الحروب الإسرائيلية والانتفاضات الفلسطينية، وترك عملية السلام في حالة ركود لعقد كامل. توسع المستوطنات وزيادة السيطرة على الأراضي جعل حلم الدولة الفلسطينية يبتعد تدريجيًا. الفلسطينيون يعيشون في ظروف معيشية صعبة، بينما تستمر إسرائيل في تعزيز قبضتها على الأرض. الجهود الدولية المتكررة لم تؤدِ إلى نتائج، مما يزيد من تعقيد الصراع ويجعل التوصل إلى اتفاق دائم شبه مستحيل.

 

الأمان أم الاستقلال؟

 

تدعي إسرائيل أن إقامة دولة فلسطينية قد تشجع على المزيد من الهجمات ضدها، معتبرة نفسها قوة أصغر وأضعف مقارنة بجارتها. القادة الإسرائيليون يؤكدون أنهم لن يسمحوا أبداً بقيام دولة فلسطينية، مع التركيز على الأولوية الأمنية. هذا الموقف يجعل أي اتفاق سلام بعيد المنال، ويترك ملايين الفلسطينيين تحت احتلال دائم. استمرار الاحتلال والتوسع الاستيطاني يزيد من معاناة الفلسطينيين اليومية ويقوض فرص الحلول السلمية. رغم الدعم الدولي، تثبت سياسات إسرائيل أن السيطرة على الأرض تتفوق على أي خطوات نحو استقلال الفلسطينيين وحقوقهم الأساسية.

اقرأ أيضاً

بكين تدعو لسلام عادل: غزة أرض فلسطينية وعلى واشنطن كبح إسرائيل

رحمة حسين

رحمة حسين صحفية ومترجمة لغة فرنسية، تخرجت في كلية الآداب قسم اللغة الفرنسية وآدابها بجامعة عين شمس. تعمل في مجال الصحافة الثقافية والاجتماعية، إلى جانب عملها في الترجمة من الفرنسية إلى العربية. تهتم بقضايا حقوق الإنسان وحقوق المرأة، ولها كتابات مؤثرة في هذا المجال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى