اخبار عاجلة

بيانات استخباراتية مفتوحة تُظهر تقلص احتياطيات الدبابات الروسية لكنها لم تُستنزف بالكامل

تشير بيانات استخبارات المصادر المفتوحة (OSINT) إلى أن احتياطيات روسيا من الدبابات والمركبات المدرعة تتناقص بسرعة، مع انخفاض حاد في أعداد الدبابات ومركبات القتال والمعدات المدفعية المخزّنة منذ بدء الغزو الشامل لأوكرانيا في فبراير 2022.

ومع ذلك، يحذر الخبراء من أن هذه الأرقام لا تعني أن موسكو قد استنفدت ترسانتها تمامًا، بل إن لديها ما يكفي لإطالة أمد الحرب لسنوات أخرى عبر عمليات التجديد والإصلاح.

تراجع حاد في أعداد الدبابات والمركبات القتالية

وفقًا لتقرير نُشر في 7 أكتوبر من قبل محلل OSINT المعروف باسم Jompy، الذي استخدم صور أقمار صناعية وبيانات مستودعات عسكرية لتتبع حالة المخزون الروسي، فإن عدد الدبابات الروسية انخفض من أكثر من 7,300 قبل الحرب إلى نحو 2,887 فقط.

ويعني ذلك أن أكثر من 4,400 دبابة أُخرجت من المخازن خلال ما يقرب من ثلاث سنوات من الحرب، بينما تُصنّف 23٪ فقط من الدبابات المتبقية على أنها صالحة للاستخدام أو قابلة للإصلاح بسرعة.

تُظهر البيانات أيضًا انخفاضًا شاملًا في جميع فئات المركبات القتالية:

دبابات T-72B انخفضت من 1,478 إلى 292 فقط.

دبابات T-80 (بأنواعها BV وUD) تراجعت من أكثر من 1,450 إلى نحو 292.

دبابات T-62 تقلصت إلى النصف تقريبًا.

أما النماذج الأقدم مثل T-54 وT-55، فقد أُعيد تفعيلها رغم تقادمها، ودُفعت مجددًا إلى ساحات القتال.

وبالمثل، انخفضت مخزونات مركبات BMP القتالية من أكثر من 7,100 إلى 2,579 مركبة، بينما تراجع عدد مركبات BMD المحمولة جوًا إلى 166 فقط.

كما تراجعت ناقلات الجند المدرعة من أكثر من 11,000 إلى نحو 5,000، فيما انخفضت المدفعية الثقيلة بأنواعها المقطورة والذاتية الدفع إلى النصف تقريبًا.

المشكلة ليست في العدد فقط بل في وتيرة الإصلاح

رغم هذا التراجع الكبير، يؤكد محللون أن المشهد أكثر تعقيدًا.

يقول الباحث العسكري Waffentraeger:

“أي هيكل دبابة لم يتعرض للاحتراق الكامل يمكن استعادته نظريًا، حتى لو كان متآكلًا أو مغطى بالصدأ. إصلاح دبابة قديمة أسرع من بناء جديدة من طراز T-90M، رغم أنه أقل جدوى اقتصاديًا.”

وأضاف أن صور الأقمار الصناعية لا تكفي لتحديد ما إذا كان الهيكل تالفًا تمامًا أو يمكن إصلاحه، ولا يمكنها أيضًا كشف متى تقرر القيادة الروسية التخلص من المعدات التالفة.

“ما يمكننا تقييمه هو أن عملية التجديد أصبحت أبطأ، لا أنها توقفت تمامًا. فكلما كانت حالة الدبابة أسوأ، تطلب ترميمها وقتًا أطول، مما يقلل من معدل الإنتاج لكنه لا يلغيه.”

الترميم البطيء يفرض سياسة جديدة في الاستخدام

مع تراجع أعداد الدبابات الجاهزة، سيتعين على موسكو استخدام ما تبقى من ترسانتها بحذر أكبر مقارنة بعامي 2023 و2024، حين كانت المخزونات أوسع وأسهل في إعادة التأهيل.

وقد استُنزف تمامًا مخزون طراز T-80B/BV من التخزين طويل الأمد، إلا أن هناك ما يكفي من المكوّنات والهياكل الجزئية لدعم عمليات الإصلاح لمدة عام إضافي تقريبًا.

الصناعة الروسية تواصل الإنتاج رغم التآكل

يُظهر التحليل الجديد أن روسيا تواجه واقعًا مزدوجًا:

من جهة، تتناقص احتياطياتها الجاهزة بسرعة وتتدهور حالتها الفنية.

ومن جهة أخرى، ما زالت تمتلك قدرة صناعية كافية لإعادة تأهيل المركبات القديمة واستمرار تغذية الوحدات القتالية بالمعدات، وإن بوتيرة أبطأ.

ويؤكد الخبراء أن روسيا تبني استراتيجيتها على استعادة ما يمكن من المعدات القديمة بدلاً من تصنيع جديدة بالكامل، وهو ما يضمن لها استمرار الإمداد رغم العقوبات ونقص الموارد.

خلاصة: المخزون يتناقص… لكنه لم ينفد بعد

بالنسبة للمحللين الغربيين، الرسالة واضحة:

رغم أن المخزون الروسي من الدبابات والمركبات المدرعة يتآكل بوتيرة سريعة، فإنه ما زال بعيدًا عن النفاد التام.

المرحلة المقبلة من الحرب في أوكرانيا لن تتحدد فقط بعدد الدبابات التي تخسرها روسيا في الجبهات، بل بمدى سرعتها في إعادة إحياء ترسانتها الصدئة وإعادتها إلى ساحة القتال

اقراء أيضاً:

شرم الشيخ تقترب من لحظة الحسم: اتصالات مكثفة لإتمام اتفاق غزة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى