البنتاغون مستعد للسماح للذكاء الاصطناعي باتخاذ بعض القرارات

في أعقاب إطلاق أداة الذكاء الاصطناعي الصينية DeepSeek – والتي وصفها الرئيس دونالد ترامب بأنها “جرس إنذار” للولايات المتحدة – تعمل وزارة الدفاع مع الصناعة لتسخير الجيل التالي من الذكاء الاصطناعي في السباق العالمي.

على وجه الخصوص، يستثمر البنتاغون في الذكاء الاصطناعي الوكيل مع ظهور أدوات متطورة بشكل متزايد، ليس فقط في الولايات المتحدة، بل عالميًا أيضًا. يعمل الذكاء الاصطناعي الوكيل باستقلالية أكبر من تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي التي تعتمد على الإشارات.

أعلنت شركة Scale AI ومقرها سان فرانسيسكو في شهر مارس أن وحدة الابتكار الدفاعي قد منحت الشركة عقدًا للنموذج الأولي لمبادرة Thunderforge – وهو مشروع مصمم لاستخدام الذكاء الاصطناعي في التخطيط التشغيلي ومستوى المسرح، وفقًا لبيان صادر عن وحدة الابتكار الدفاعي.

ستقوم شركة Scale AI – جنبًا إلى جنب مع شركائها في التكنولوجيا Anduril وMicrosoft – بتطوير ونشر حلول مدعومة بالذكاء الاصطناعي وتدفقات عمل مخصصة للوكلاء والتي سيتم تسليمها في البداية إلى القيادة الهندية الباسيفيكية والقيادة الأوروبية، وفقًا لبيان صادر عن Scale AI.

ويمثل هذا أول جهد للبنتاغون في دمج وكلاء الذكاء الاصطناعي في سير العمل العسكري وعبره لتوفير أنظمة دعم متقدمة لاتخاذ القرارات لقادة وزارة الدفاع، وفقًا لبيان Scale AI.

وقال جيسون درويج، كبير مسؤولي الاستراتيجية في شركة Scale AI، إن DeepSeek كان بمثابة تذكير بأن هناك مجتمعًا عالميًا “يتجلى في الصين، ويتنافس معنا بقوة”.

قال درويج، خلال ندوة الحرب التي نظمتها جمعية القوات الجوية والفضائية في مارس/آذار، إن سباق الذكاء الاصطناعي هو أيضًا سباق لكتابة التاريخ. وباستخدامها اليوم، فإن معظم أدوات الذكاء الاصطناعي هي عبارة عن مجموعة من الأسئلة التي تُطرح عليها، مما يعكس تحيزات واضحة للدولة التي أنتجتها.

وقال “إذا كانت ذاكرتنا الجماعية تدخل في هذه النماذج، وكل ما يخرج من النماذج لديه عدسة أي مبادرات حكومية أو تحيز أو رغبة في تقديم تاريخ غير موات للولايات المتحدة، أعتقد أنه أمر مثير للقلق تمامًا، وتغيير القلوب والعقول … هو جزء كبير جدًا من كسب الحرب”.

وأضاف درويج أن إزالة التحيز البشري هي إحدى فوائد الذكاء الاصطناعي الوكيل.

ووصف التكنولوجيا بأنها تطبيقات “يمكنها جمع بيانات جديدة وبيانات مباشرة وبيانات تاريخية ومساعدتك في اتخاذ القرارات واتخاذ الإجراءات وعرض القرارات والإجراءات على البشر – إذا كنت تريد القيام بذلك بأمان – داخل … جيشنا”.

على سبيل المثال، إذا قامت الصين بتحرك غير قانوني في بحر الصين الجنوبي، فيمكن للذكاء الاصطناعي الوكيل جمع “أي بيانات جديدة قد تكون مثيرة للاهتمام أو ذات صلة… مثلاً، كيف نتعامل مع هذه الحركة ثم نقارنها بكل الأوقات الأخرى المعروفة لحدوثها؟” كما قال. “كيف نسمح للمشغل بطرح السؤال التالي؟ حسنًا، إذا فعلوا هذا، فماذا فعلوا أيضًا؟”

يستغرق هذا النوع من التحليل عادةً أيامًا أو أسابيع، بينما يستطيع الذكاء الاصطناعي الوكيل إنجازه في ثوانٍ أو دقائق، كما قال. “وتخيلوا هذا المثال… إذا طُبِّق على آلاف وآلاف الأشخاص، مراتٍ عديدة يوميًا، لكل مُدخل، ولكل جهاز استشعار… حول العالم، فهذا ما يستطيع نظام الذكاء الاصطناعي الوكيل فعله. يمكنه معالجة كل ذلك دون أي تحيز بشري” – وهو هدف مبادرة ثندرفورج.

قال درويج إنه لا يستطيع الحديث عن حالات استخدام محددة ضمن ثندرفورج، إلا أن السرعة والوصول إلى البيانات سيكونان بالغي الأهمية، لأنه “إذا كانت البيانات تُعزز فعالية نماذجنا، والنماذج تُعزز فعالية إجراءاتنا وجيشنا، فلن يكون هناك خيار آخر. لذا، فالسرعة جوهرية هنا”.

وقال اللواء ستيف بوتو، نائب قائد وحدة الابتكار الدفاعي في القوات الجوية، إن التبني الثقافي للذكاء الاصطناعي سيكون جزءًا مهمًا آخر من المبادرة، وعادةً ما يكون “أصعب شيء يمكن تغييره”.

قال: “لا يُمكنك التواجد في المعركة في اللحظة الأخيرة وتشغيل الذكاء الاصطناعي واستخدامه. يجب التدرب عليه واستخدامه يوميًا”.

وأضاف درويج أن التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي قد خلقت “لحظة محورية للغاية، ليس فقط للمؤسسات الخاصة، وليس فقط للمستهلكين، بل لطبيعة تفاعل الحكومات مع بعضها البعض، من خلال السياسات، ومن خلال الجيش، ومن خلال العمل. ومن المهم حقًا أن نُحسن هذا الأمر”.