ترامب يفرض جولة جديدة من الرسوم الجمركية… وإشارات إلى انفتاح على المفاوضات

دخلت الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على شركاء تجاريين رئيسيين حيّز التنفيذ مع منتصف ليلة الأربعاء، لترتفع الضرائب على الواردات الصينية إلى ما لا يقل عن 104%. ورغم أن ترامب أقرّ بأن هذه الإجراءات كانت “متفجّرة إلى حد ما”، إلا أنه دافع عنها بشراسة، مؤكدًا أنها تُجبر الدول التي وصف ممارساتها التجارية بـ”غير العادلة” على تقديم تنازلات.حسب ما جاء فى نيويورك تايمز الأمريكية
وقال ترامب خلال كلمة في البيت الأبيض: “كثير من الدول تتوافد لإبرام اتفاقات”، مضيفًا خلال عشاء مع أعضاء من الكونغرس: “سعيد بجني الإيرادات من الرسوم، التي قد تصل إلى 2 مليار دولار يوميًا”. كما لمح إلى قرب فرض “رسوم كبيرة على الأدوية”.
وفي حين أشار الرئيس إلى استعداده للحوار، أكد مسؤولون في إدارته أن نحو 70 دولة تواصلت مع الولايات المتحدة لمحاولة التفاوض على تخفيف الرسوم. وتحدث ترامب عن إمكانية بدء محادثات مع اليابان وكوريا الجنوبية، وحتى الصين، قائلاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي: “الصين تريد صفقة وبشدة، لكنها لا تعرف من أين تبدأ… نحن ننتظر اتصالهم، وسيحدث ذلك!”.
وكان ترامب قد فرض في 2 أبريل رسومًا جمركية بنسبة 10% على معظم دول العالم، مع وعود بتطبيق رسوم “متبادلة” أشد في 9 أبريل، تستهدف بشكل خاص الدول التي قال إنها “نهبت” الاقتصاد الأميركي. وتأتي هذه الخطوات امتدادًا لسلسلة من الرسوم التصعيدية التي بدأت منذ فبراير ضد الصين، ما أشعل حربًا تجارية جديدة أثارت مخاوف الاقتصاديين من ركود وشيك.
ورغم التحذيرات، يصر ترامب على أن استراتيجيته ضرورية لإعادة الصناعات التحويلية إلى الأراضي الأميركية، مشيرًا إلى أن بعض الدول بدأت في خفض رسومها ردًا على قراراته.

ردود فعل متباينة
ساهمت الأنباء حول إمكانية التفاوض في انتعاش مؤقت للأسواق المالية، إلا أن مؤشر S&P 500 أنهى الثلاثاء على انخفاض لليوم الرابع على التوالي. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إن ترامب أجرى اتصالًا مع رئيس وزراء اليابان لبحث صفقات تجارية “مفصلة حسب الدولة”.
وفي الكونغرس، عبّر بعض الجمهوريين والديمقراطيين عن قلقهم المتزايد. فبينما تسعى مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ إلى إنهاء حالة الطوارئ الوطنية التي استخدمها ترامب لتبرير فرض الرسوم، يعمل أعضاء في مجلس النواب على مشروع قانون يمنح الكونغرس سلطة أكبر في هذا الملف. لكن هذه الجهود تواجه معارضة من البيت الأبيض.
من جانبه، قال سكوت بيسنت، وزير الخزانة الأميركي، إن الصين في موقف أضعف، كونها تصدّر للولايات المتحدة أكثر بكثير مما تستورده منها، مؤكدًا أن لدى واشنطن ورقة قوة أكبر في هذه المواجهة.
ودافع الممثل التجاري الأميركي، جيميسون غرير، عن السياسة الجمركية أمام لجنة المالية في مجلس الشيوخ، معتبرًا أن “الاقتصاد الأميركي يعيش لحظة تغيير جذرية طال انتظارها”، وأن الرسوم تهدف لتحقيق “المعاملة بالمثل” من الشركاء التجاريين. لكنه رفض تحديد إطار زمني لانتهاء هذه الرسوم، قائلاً إن الأمر يُدرس “كل حالة على حدة”.
انقسامات داخل الإدارة
وبينما أبدى بعض المسؤولين مرونة تجاه فكرة التفاوض، كان آخرون أكثر تشددًا. فكتب بيتر نافارو، المستشار التجاري في البيت الأبيض، أن المسألة “ليست تفاوضًا، بل حالة طوارئ وطنية سببها نظام تجاري منحاز”.
كما حذر عدد من المشرعين الجمهوريين من تداعيات الرسوم على الأسواق الزراعية والصناعات المحلية، في حين قال السناتور الديمقراطي رون وايدن: “ترامب حوّل الاقتصاد الأميركي من نموذج يُحتذى إلى مادة للسخرية، وبسرعة تفوق انتهاء مباريات مارس مادنس”.
ووصفت إليزابيث وارن هذه الإجراءات بأنها “قيادة متهورة تدفع بالاقتصاد الأميركي نحو الهاوية دون أدلة حقيقية”.
أما ممثلو كبرى سلاسل التجزئة مثل وولمارت وتارغت وستاربكس، فقد أصدروا بيانًا يحذر من أن الرسوم ستزيد الأسعار على المستهلكين وتُهدد ثقة الناس في الاقتصاد.
إقرأ ايضًا:
لماذا يجب على بريطانيا البحث عن حلفاء جدد بعيدًا عن ترامب؟