الاقتصاد

ترامب يلوح بتعريفات جديده ضد دول البريكس:حرب تجاريه بلا استثناءات

ترامب يلوح بتعريفات جديدة ضد دول "البريكس": حرب تجارية بلا استثناءات

في واحدة من أخطر لحظات التصعيد التجاري منذ وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض مجددًا، أعلن الرئيس الأمريكي أنه سيفرض تعريفات جمركية إضافية بنسبة 10% على أي دولة تنحاز إلى “السياسات المعادية لأمريكا” التي يتبناها تجمع البريكس. ومع اقتراب انتهاء مهلة التجميد المؤقت للرسوم الجمركية المعلنة في أبريل، تدخل الولايات المتحدة أسبوعًا حاسمًا يهدد بانفجار تجاري عالمي.

 

التحذير الجديد جاء عقب قمة البريكس في ريو دي جانيرو، التي شهدت إدانة للتدخلات العسكرية ضد إيران والرسوم الأحادية – دون تسمية واشنطن مباشرة – ما اعتبره ترامب استفزازًا يستوجب الرد.

 

الرسوم كعقاب سياسي: واشنطن تُصنّف أعداءها اقتصاديًا

ترامب كتب على منصة “تروث سوشيال”:

 

“أي دولة تنضم إلى سياسات البريكس المعادية لأمريكا ستُفرض عليها رسوم إضافية بنسبة 10%. لا استثناءات”.

 

لم يوضح الرئيس المعايير الدقيقة لتحديد “السياسات المعادية”، لكن التهديد بدا موجهًا لدول مثل الصين وروسيا، وربما أيضًا للهند والبرازيل في حال لم تلتزم بسياسات واشنطن التجارية.

 

نهاية التجميد.. بداية المواجهة

في أبريل، أعلن ترامب عن فرض تعرفة أساسية بنسبة 10% على واردات الشركاء التجاريين للولايات المتحدة فيما أسماه “يوم التحرير”، لكنه جمد تنفيذ الرسوم الأعلى لمدة 90 يومًا لإتاحة وقت للمفاوضات.

 

الآن، ومع اقتراب انتهاء المهلة في 9 يوليو، لم تُبرم سوى 3 اتفاقات تجارية فقط (مع المملكة المتحدة، والصين، وفيتنام)، بينما بقيت عشرات الدول – بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، اليابان، وكوريا الجنوبية – دون اتفاقات، ما يهدد بعودتهم إلى رسوم مرتفعة بدءًا من 1 أغسطس.

 

الحرب التجارية تدخل مرحلة “الخطابات التهديدية”

أكد ترامب أن البيت الأبيض سيبدأ من ظهر الإثنين في إرسال رسائل إلى الدول غير المتعاونة، تتضمن مستوى الرسوم الجديدة التي ستُطبق عليها إذا لم تبرم اتفاقات بحلول أغسطس.

 

وصرّح وزير الخزانة سكوت بيسينت لقناة CNN:

 

“إذا لم تُقدم هذه الدول تنازلات، فستعود الرسوم إلى مستويات أبريل المرتفعة”.

وأضاف: “لدينا 72 ساعة حاسمة، ترامب سيكون مشغولًا جدًا”.

 

رد الصين: البريكس ليست ضد أحد

ردت وزارة الخارجية الصينية بحزم، مؤكدة أن مجموعة البريكس تمثل “الانفتاح والتعاون بين الأسواق الناشئة”، وأن “الحمائية لا مستقبل لها”.

 

وفي بيان مشترك، قال وزراء مالية البريكس إنهم يعارضون “الزيادات الأحادية في الرسوم والإجراءات غير الجمركية”، مؤكدين دعمهم لـ”النظام التجاري المتعدد القائم على القواعد”.

 

هل تنهار الأسواق مجددًا؟

تأجلت الرسوم المرتفعة في البداية لأن الإعلان عنها في أبريل أربك الأسواق العالمية وأثار مخاوف من ارتفاع التضخم. ومنذ تجميدها، تعافت الأسهم واستقرت السندات.

 

لكن إذا عاد ترامب لتنفيذ تهديداته على نطاق واسع، قد تعود التقلبات وتُهدد النمو العالمي من جديد، خاصة في ظل هشاشة الاقتصاد الأوروبي، وتباطؤ الاقتصاد الصيني.

 

رسائل مشفرة لأوروبا والهند

رغم التصعيد، لمح ستيفن ميران، رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين في البيت الأبيض، إلى تحقيق “تقدم إيجابي” مع أوروبا والهند. لكن لم يصدر أي تأكيد رسمي لاتفاقات وشيكة، ما يضع مستقبل هذه المفاوضات على المحك خلال الأيام المقبلة.

 

خاتمة: حرب ترامب التجارية 2.0 تبدأ من البريكس

رسائل ترامب ليست فقط اقتصادية بل سياسية – فهو يُوجه إنذارًا لكل دولة تحاول الانضمام إلى نظام اقتصادي عالمي بديل تقوده الصين وروسيا. إنه يستخدم التعريفات كسلاح ردع جيوسياسي، ويُعلن من جديد أن من لا يسير ضمن القاطرة الأمريكية، سيدفع الثمن.

 

وفي ظل غياب المؤسسات الدولية القادرة على ضبط هذا الجنون الجمركي، تبدو الأيام القادمة حاسمة: هل سيرضخ الحلفاء لتجنب العقوبات، أم تشهد الساحة انقسامًا حادًا يُسرّع في تفكيك النظام التجاري العالمي كما نعرفه؟

أقرأ أيضا

قاده الغرب يطالبون والدبلوماسية..لكنهم لايملكون الشجاعه لوقف الحرب او حتي تسميه أسبابها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى