الوكالات

12 مليون قذيفة كورية شمالية لدعم روسيا: تحالف السلاح في وجه العقوبات والعزلة

كوريا الشمالية تمد موسكو بذخائر وجنود: شراكة عسكرية في تحدٍّ للعقوبات

فى خطوة تُعد الأكبر منذ بدء الحرب في أوكرانيا، كشفت الاستخبارات العسكرية الكورية الجنوبية عن قيام كوريا الشمالية بتزويد روسيا بأكثر من 12 مليون قذيفة مدفعية من عيار 152 ملم، في دعم مباشر لحملة موسكو العسكرية. التقرير الذي قُدم إلى أحد نواب المعارضة في البرلمان الكوري الجنوبي، يسلّط الضوء على تعاظم التنسيق العسكري بين موسكو وبيونغ يانغ، في تحدٍّ صارخ للعقوبات الدولية وقرارات مجلس الأمن.

 

لا يقتصر الدعم على الذخائر فقط، بل يشمل إرسال آلاف الجنود الكوريين الشماليين، وعمال بناء ومهندسين عسكريين إلى مناطق روسية قريبة من الجبهة، في مشهد يعيد رسم خريطة التحالفات العسكرية في ظل عزلة موسكو المتزايدة.

 

شحنات ضخمة من الذخيرة: أرقام تكشف حجم الدعم

وفقًا لوكالة الاستخبارات الدفاعية في كوريا الجنوبية، أرسلت كوريا الشمالية ما يقرب من 28 ألف حاوية مليئة بالذخائر والأسلحة إلى روسيا، منذ بدء عمليات النقل العسكري بين البلدين. عند حساب عدد القذائف بشكل تقديري، يصل الرقم إلى أكثر من 12 مليون قذيفة من نوع 152 ملم، وهو ما يُعدّ دعمًا هائلًا لقدرات المدفعية الروسية، التي تعتمد بشكل مكثف على النيران الأرضية في حربها ضد أوكرانيا.

 

دعم بشري أيضًا: آلاف الجنود الكوريين الشماليين في روسيا

التقرير لم يتوقف عند الذخيرة، بل كشف عن نشر نحو 13 ألف جندي كوري شمالي داخل الأراضي الروسية منذ أكتوبر الماضي. كما أشارت تقارير استخباراتية إلى نية بيونغ يانغ إرسال المزيد من القوات خلال يوليو وأغسطس، تشمل 5,000 عامل إنشاءات عسكرية و1,000 خبير في إزالة الألغام إلى منطقة كورسك.

 

انتهاك صارخ للعقوبات الدولية

الولايات المتحدة ومجموعة من الدول الغربية حذّرت مرارًا من أن هذه الخطوات تُعدّ خرقًا واضحًا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والتي تحظر على كوريا الشمالية تصدير الأسلحة والذخائر لأي جهة كانت. لكن يبدو أن تحالف المصالح بين موسكو وبيونغ يانغ يتجاوز هذه القيود، في ظل حاجة كل طرف للآخر في مواجهة العزلة الغربية.

 

تنسيق سياسي وعسكري متصاعد

تعززت العلاقات بين كوريا الشمالية وروسيا مؤخرًا من خلال زيارات رفيعة المستوى وتوقيع اتفاقيات تعاون عسكري واقتصادي. ويرى محللون أن هذا التحالف يخدم أهداف الجانبين: فروسيا تحصل على الذخائر والقوى العاملة اللازمة لإدامة حربها في أوكرانيا، فيما تنال كوريا الشمالية دعمًا سياسيًا واقتصاديًا يخفف من عزلتها الشديدة.

اقرأ أيضاً سقوط طائرة مسيّرة روسية في ليتوانيا يثير مخاوف أمنية في أجواء التوتر الإقليمي

قلق متصاعد في سيول وواشنطن

أعربت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية عن قلقها العميق إزاء هذه التطورات، مؤكدة أنها تراقب الوضع عن كثب بالتعاون مع أجهزة استخبارات الحلفاء. ويأتي هذا في ظل تصاعد الهجمات الأوكرانية المضادة، وخاصة باستخدام الطائرات المسيّرة، ما يزيد من حاجة موسكو لإمدادات الذخيرة بشكل متواصل.

رحمة حسين

رحمة حسين صحفية ومترجمة لغة فرنسية، تخرجت في كلية الآداب قسم اللغة الفرنسية وآدابها بجامعة عين شمس. تعمل في مجال الصحافة الثقافية والاجتماعية، إلى جانب عملها في الترجمة من الفرنسية إلى العربية. تهتم بقضايا حقوق الإنسان وحقوق المرأة، ولها كتابات مؤثرة في هذا المجال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى