الوكالات

تبرعات تشيكية تُمكّن أوكرانيا من تعزيز مدفعيتها

تبرعات تشيكية تحوّل الدعم الشعبي إلى سلاح فعلي في معركة أوكرانيا

في خطوة جديدة تعكس الدعم الشعبي الأوروبي المتزايد لأوكرانيا، أعلنت حملة تشيكية عن نجاحها في جمع أكثر من 2.4 مليون يورو بهدف شراء مدافع هاوتزر متطورة للقوات الأوكرانية التي تقاتل ضد الغزو الروسي المستمر.

 

“هدية لبوتين”: دعم شعبي يترجم إلى سلاح

 

الحملة التي تحمل اسم “هدية لبوتين” (Dárek pro Putina)، نظّمتها مجموعة من الناشطين في التشيك بدعم مباشر من السفارة الأوكرانية في براغ. وتمكنت هذه المبادرة من جمع المبلغ اللازم لشراء ستة مدافع هاوتزر من طراز D-30 عيار 122 ملم، وهي أسلحة تعتبر من الدعائم الأساسية لسلاح المدفعية في مناطق النزاع. ووفقًا للمنظمين، فإن المدافع الستة جاهزة بالفعل للتسليم الفوري، في إنجاز اعتُبر “استثنائيًا” نظرًا لصعوبة وتسلسل إجراءات شراء المعدات العسكرية.

 

نقل مباشر إلى الجبهات

 

من المتوقع أن تُسلّم المدافع إلى القوات الأوكرانية خلال فترة وجيزة، بعد استكمال الترتيبات الإدارية مع وزارة الدفاع الأوكرانية وسفارتها في براغ. وتُنسّق عملية التسليم بشكل مشترك بين الحملة الشعبية والسلطات الدبلوماسية، في رسالة واضحة بأن الدعم المدني في أوروبا يتجاوز نطاق التعاطف الرمزي إلى خطوات عملية على الأرض.

 

الهاوتزر D-30: سلاح قديم بفعالية حديثة

 

تُعد مدافع D-30، التي طُوّرت في الاتحاد السوفييتي في ستينيات القرن الماضي، من أكثر قطع المدفعية شيوعًا وموثوقية في العالم. وبفضل تصميمها البسيط وقدرتها على الدوران بزاوية 360 درجة دون تغيير موقعها، تُستخدم هذه المدافع على نطاق واسع في تضاريس متنوعة. كما يبلغ مداها نحو 15.4 كيلومترًا، ويصل إلى 21.9 كيلومترًا باستخدام الذخائر المدعومة بالصواريخ، ما يجعلها ذات قيمة كبيرة في المعارك طويلة المدى.

 

تاريخ من المبادرات الشعبية الناجحة

 

هذه ليست المرة الأولى التي تنجح فيها حملة “هدية لبوتين” في جمع الأموال لشراء معدات عسكرية. ففي عام 2023، أطلقت نفس الحملة مبادرة لتمويل شراء مروحية عسكرية من طراز “بلاك هوك” (UH-60) لصالح جهاز الاستخبارات الأوكراني. وعلى الرغم من الجدل الذي أثارته تلك الحملة آنذاك بشأن أولوية استخدام الأموال، فقد نجحت في تسليم الطائرة في نهاية المطاف، ما عزّز مصداقيتها وقدرتها على تنفيذ مشاريع طموحة.

اقرأ أيضاً:

روسيا تعلن إسقاط “طائرة أم” أوكرانية تحمل مسيّرات هجومية

براغ: عاصمة أوروبية للدعم الأوكراني

 

تعكس هذه التحركات الشعبية الدور المتنامي الذي تلعبه جمهورية التشيك، وخاصة عاصمتها براغ، في دعم أوكرانيا عسكريًا وإنسانيًا. وبينما تُبدي الحكومة التشيكية مواقف قوية في المحافل الدولية لدعم كييف، يُشكّل الحراك المدني والشعبي في البلاد ركيزة مهمة لهذا الموقف، مؤكدًا أن المعركة الأوكرانية تُخاض على أكثر من جبهة، تبدأ من ميادين القتال ولا تنتهي عند صناديق التبرعات في أوروبا.

 

رحمة حسين

رحمة حسين صحفية ومترجمة لغة فرنسية، تخرجت في كلية الآداب قسم اللغة الفرنسية وآدابها بجامعة عين شمس. تعمل في مجال الصحافة الثقافية والاجتماعية، إلى جانب عملها في الترجمة من الفرنسية إلى العربية. تهتم بقضايا حقوق الإنسان وحقوق المرأة، ولها كتابات مؤثرة في هذا المجال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى