الوكالات

الطغاة يسقطون دائمًا.. وهكذا قد نشهد سقوط ترامب

ترامب وغطرسة النهاية: التاريخ يعيد نفسه في البيت الأبيض

تُثبت وقائع التاريخ أن الطغاة ينتهون دومًا بنهايات مأساوية، من ريتشارد الثالث وكورولانوس إلى صدام حسين ومعمر القذافي، حيث قادهم الغرور والاستبداد إلى حتفهم المحتوم. واليوم، يعود الطغيان في صور جديدة، وسط إدراك عالمي لخطورة هذا المسار. ورغم التحفظ على مقارنة دونالد ترامب بهؤلاء القادة الدمويين، يرى كثيرون أنه يتجاوزهم بتهديده للفقراء، وتأجيجه للفوضى الاقتصادية، وتهديده المستمر للأمن الدولي، مما يجعله نموذجًا فريدًا لطاغية معاصر يهدد السلم العالمي من الداخل والخارج.

ترامب في صدارة “دوري الطغاة”

وفقًا لتحليل Simon Tisdall في The Guardian، يحتل ترامب موقع الصدارة في قائمة الطغاة الجدد، يليه نظيره الروسي فلاديمير بوتين. بل إن فكرة تحالفهما  رغم غرابتها  ليست مستبعدة تمامًا. في عالم تتزايد فيه النزعات السلطوية، يظهر ترامب كقائد رمزي لما يشبه نادٍ دولي للطغاة. ومع ذلك، وكما سقط من سبقوه، فإن مصير ترامب يبدو حتميًا أيضًا.

متى وكيف يسقط ترامب؟

مع اقتراب مرور مئة يوم على عودته إلى الحكم، تزداد التساؤلات حول كيفية إنهاء حكم ترامب بطريقة سلمية وسريعة. الدستور الأميركي، كما يوضح Tisdall، يحمي عدم الكفاءة، ويجعل عزل الرئيس أمرًا معقدًا. لا يمكن إنهاء ولايته إلا عبر المساءلة البرلمانية، أو عبر تفعيل البند الرابع من التعديل الخامس والعشرين، وهو أمر مستبعد في ظل سيطرة أنصاره على الكونغرس. ومع ذلك، يتآكل دعم ترامب الشعبي مع تزايد التظاهرات والقلق الاقتصادي، مما قد يُضعف موقفه تدريجيًا.

القضاء والإعلام: جبهات مقاومة

تعول قطاعات واسعة على القضاء الأميركي لمواجهة ترامب. المحاكم لا تزال تتحدى قراراته، وقد أدين بالفعل في قضايا جنائية. وهناك آمال بأن تضع مبادئ قانونية مثل “مبدأ المسائل الكبرى” حدًا لتجاوزاته. أما الإعلام، فقد أصبح ساحة معركة أخرى. فالصحافة الحرة، رغم ما تتعرض له من ضغوط وملاحقات قانونية، لا تزال تحاول التصدي لأكاذيب النظام الترامبي، رغم محاولاته تقويض مصداقيتها عبر وسائل الإعلام الموالية له.

المعركة الأخلاقية والدينية

تأخذ المعركة ضد ترامب طابعًا أخلاقيًا ودينيًا أيضًا، وفق ما يورده Tisdall. فكل رذائل الخطايا السبع المميتة تنطبق عليه: من الغرور إلى الطمع إلى الغضب. ويستشهد بآية من سفر إشعياء تقول: “سأضع حدًا لغطرسة المتكبرين وأذل استكبار الطغاة”. ولعل الإيمان، كما يقول، يصبح أداة لمقاومة الشر، وربما يكون لصبر المؤمنين أثر في إسقاط هذا الطاغية.

غطرسة ترامب: عدوه الأكبر

مع كل قرار أحمق أو تصعيد متهور، يقترب ترامب خطوة من حتفه السياسي. من تبنيه لمواقف مدمرة في الشرق الأوسط إلى شنه حروبًا تجارية عبثية أضرت بالمستهلكين الأميركيين وعزلت واشنطن عن حلفائها، تتزايد خسائره. ورغم علم كثير من الجمهوريين بخطورة أفعاله، إلا أن الخوف يمنعهم من مواجهته.

الفساد: القنبلة الموقوتة

الطمع الجشع لترامب وعائلته قد يكون القشة التي ستقصم ظهر حكمه. فالصفقات المشبوهة، اتهامات الفساد، والطرد الجماعي للجهات الرقابية كلها مؤشرات على أن فضائحه لن تبقى طي الكتمان طويلًا. في نهاية المطاف، قد يسقط ترامب تحت وطأة فساده الشخصي.

الخلاصة: ترامب يسير نحو نهايته بنفسه

يخلص Tisdall في The Guardian إلى أن ترامب، كرئيس وكطاغية، فاشل بطبيعته. ومع تضخم غروره وفشل سياساته، يصبح أكثر خطورة واضطرابًا. أكبر أعدائه هو نفسه. ومن هنا، فإن الأمل الأكبر في إنقاذ الولايات المتحدة والعالم منه يكمن في تركه يسقط ضحية لغروره المدمر.

محمود فرحان

محمود أمين فرحان، صحفي خارجي متخصص في الشؤون الدولية، لا سيما الملف الروسي الأوكراني. يتمتع بخبرة واسعة في التغطية والتحليل، وعمل في مواقع وصحف محلية ودولية. شغل منصب المدير التنفيذي لعدة منصات إخبارية، منها "أخباري24"، "بترونيوز"، و"الفارمانيوز"، حيث قاد فرق العمل وطور المحتوى بما يواكب التغيرات السريعة في المشهد الإعلامي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى