عربي وعالمي

حرائق غابات مدمرة تجتاح إسرائيل وتعطل احتفالات الاستقلال وسط أزمة مناخية

إعلان حالة الطوارئ وإجلاء الآلاف وسط اتهامات بتقصير حكومي واستعدادات ضعيفة

في مشهد يبرز عمق الأزمة المناخية المتفاقمة، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حالة الطوارئ الوطنية يوم الأربعاء، بعد اندلاع حرائق هائلة على طول الطريق السريع بين القدس وتل أبيب. وأدى ذلك إلى إجلاء الآلاف وتعليق الفعاليات الاحتفالية بالذكرى الـ77 لتأسيس إسرائيل. وتزامنت هذه الكارثة مع أجواء سياسية واجتماعية متوترة، مما زاد من تعقيد الوضع الراهن.

إغلاق طريق رئيسي وعمليات إجلاء واسعة

اندلعت النيران غرب مدينة القدس، على بعد حوالي 30 كيلومترًا من العاصمة، مما دفع السلطات إلى إغلاق الطريق السريع الحيوي بين القدس وتل أبيب. وأُجلي المئات من سكان البلدات المجاورة، فيما اضطرت قناة “كانال 12” لوقف البث مؤقتًا وإخلاء أحد استوديوهاتها. وقدرت مصادر رسمية أن الحريق قد يكون من بين أسوأ الكوارث البيئية في تاريخ البلاد.

تحول احتفالات الاستقلال إلى لحظات حزينة

بينما كان المواطنون يستعدون للاحتفال بذكرى تأسيس إسرائيل، قلبت الحرائق الأجواء إلى مشاهد كئيبة. وتم إلغاء معظم الفعاليات العامة نتيجة الرياح القوية التي ساعدت على انتشار اللهب، بما في ذلك مراسم إضاءة المشاعل التي تم استبدالها بتسجيلات مسبقة. ووصفت صحيفة The Times of Israel الليلة التي اندلعت فيها الحرائق بأنها “سريالية ومشحونة”.

الرئيس هرتسوغ يحذر من تجاهل أزمة المناخ

في كلمة رسمية، أكد الرئيس إسحاق هرتسوغ أن ما يحدث “ليس حادثًا معزولًا”، بل جزء من أزمة مناخية عالمية ينبغي التعامل معها بجدية، مشددًا على ضرورة التحرك العاجل لمواجهة المخاطر البيئية.

جهود ضخمة لمكافحة الحرائق بمشاركة الجيش ودول أجنبية

أعلنت قوات الدفاع الإسرائيلية أن وحدات من الجيش بدأت ببناء خطوط دفاعية لمنع امتداد النيران، فيما استخدمت طائرات تابعة لسلاح الجو موادًا مثبطة للحريق. وأكدت خدمة الإطفاء مشاركة 163 فريقًا بريًا و12 طائرة إطفاء. كما تم علاج 23 مصابًا، معظمهم من عناصر الإطفاء، بسبب استنشاق الدخان أو الحروق.

وطلبت إسرائيل المساعدة من عدة دول أوروبية، وتأكد وصول طائرات دعم من كرواتيا وفرنسا وإيطاليا ورومانيا وإسبانيا.

روايات من قلب الحدث وانتقادات لأداء الحكومة

من مواقع قريبة للحرائق، وصف شهود عيان النيران بأنها “جدران لهب” تنتقل بسرعة هائلة عبر الغابات. وأعرب سكان محليون عن استيائهم من ضعف استعداد الحكومة رغم معرفة الظروف الجوية الخطرة مسبقًا. وأكد قائد منطقة القدس في جهاز الإطفاء أن الحريق قد يكون “الأكبر في تاريخ إسرائيل”، مرجحًا استمرار عمليات الإخماد لعدة أيام.

اتهامات محتملة بافتعال الحرائق دون أدلة

أثار وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير الجدل بعد تلميحه إلى احتمال أن تكون الحرائق متعمدة، رغم غياب أي إثبات من الجهات المختصة. وأثارت تصريحاته مخاوف من استخدام الكارثة لتحقيق مكاسب سياسية في وقت تتصاعد فيه التوترات الداخلية.

التغير المناخي يلتقي بالأزمة السياسية

تأتي هذه الكارثة البيئية في لحظة حساسة سياسيًا، حيث تواجه إسرائيل احتجاجات وانقسامات داخل الحكومة، بما في ذلك صدام علني بين نتنياهو ورئيس جهاز الشاباك، واستياء شعبي من فشل الحكومة في إعادة المحتجزين من غزة.

ودعا الرئيس هرتسوغ إلى تجاوز الخلافات السياسية والاجتماعية، مؤكدًا أن الكوارث من هذا النوع تتطلب وحدة وطنية واستجابة شاملة.

الحرائق تكشف هشاشة الاستعداد البيئي والإداري

مع دخول إسرائيل عامها السابع والسبعين، تبرز هذه الكارثة المناخية كمؤشر خطير على ضعف البنية البيئية والإدارية في مواجهة تحديات التغير المناخي. ففي حين تتصاعد ألسنة اللهب في الغابات، تتصاعد أيضًا أزمات سياسية واجتماعية لا تقل خطورة على مستقبل البلاد.

علياء حسن

علياء حسن صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى