ترامب يلوّح بالمشاركة في مفاوضات إسطنبول لحل النزاع الروسي الأوكراني المحتدم
هل يسعى الرئيس الأميركي للعودة إلى الساحة الدولية عبر الوساطة؟
في تطور جديد في جهود الوساطة الدولية لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض عن إمكانية سفره إلى تركيا الخميس المقبل، للمشاركة في المحادثات المرتقبة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إذا ما رأى أن حضوره قد يُحدث فارقًا فعليًا.
ترامب: أنا من بادر بالدعوة للاجتماع
أكد ترامب خلال المؤتمر أنه كان وراء الدفع نحو عقد هذا اللقاء، موضحًا أن الطرفين كانا مترددين، فبادر بقوله: “يجب أن يتوقف هذا. فقط اجتمعوا.” وأردف: “أعتقد أن الاجتماع قد يكون جيدًا، وإذا رأيت أنني قادر على صنع الفرق، فلن أتردد في السفر.”
موقف الطرفين: زيلينسكي يؤكد وبوتين يلتزم الصمت
أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن مشاركته في اللقاء، مؤكدًا التزامه بوقف إطلاق النار والسعي لحل سريع. في المقابل، لم يصدر عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أي موقف رسمي، رغم إشارة ترامب إلى أنه “يعتقد” أن الزعيمين سيكونان حاضرين.
هل تصريحات ترامب جادة؟ تساؤلات وتحليلات
أثارت تصريحات ترامب جدلًا واسعًا، إذ شكك عدد من المراقبين في جديته، وطرحوا تساؤلات حول نوع “النجاح” الذي يتحدث عنه، وما إذا كان يقصد وقفًا فوريًا لإطلاق النار أو مجرد إطلاق محادثات أولية. كما لم يُعرف ما إذا كانت تحركاته تأتي في سياق انتخابي أم بدافع دبلوماسي فعلي.
الموقف الغربي: روسيا غير جادة في التفاوض
في لندن، أصدرت مجموعة من وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة بيانًا مشتركًا اتهموا فيه روسيا بعدم إظهار أي نية جدية لإنهاء الحرب، معلنين خططًا لتقليص عائدات موسكو النفطية وتعزيز الردع العسكري الأوروبي.
تهديدات أوروبية بعقوبات جديدة
أعلنت ألمانيا أنها منحت روسيا مهلة حتى نهاية اليوم لإثبات التزامها بوقف إطلاق النار، ملوّحة بعقوبات إضافية في حال التلكؤ. كما طالبت فرنسا وبريطانيا وبولندا بمزيد من الضغط على الرئيس بوتين لتغيير موقفه.
دعوة تركية فورية لاستئناف المفاوضات
من جانبه، دعا وزير الخارجية التركي هاكان فيدان كلا الطرفين إلى الجلوس فورًا إلى طاولة الحوار، معربًا عن تفاؤله بإمكانية تحقيق اختراق ملموس في المحادثات المرتقبة، مشددًا على أن تركيا تواصل جهودها لتيسير الحلول السلمية.
أوكرانيا: موسكو ترفض فرص السلام وتواصل الهجمات
اتهم وزير الخارجية الأوكراني روسيا بتجاهل عروض وقف إطلاق النار واستمرارها في شن هجمات على مختلف الجبهات. وأكد أن أوكرانيا قدمت كل ما في وسعها لإتاحة الفرصة أمام الدبلوماسية، محمّلًا الكرملين مسؤولية تفويت فرصة جديدة للسلام.
ردود متباينة من موسكو
وصف المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف التحذيرات الأوروبية بأنها “غير مقبولة”، مؤكدًا أن روسيا تسعى إلى تسوية سلمية طويلة الأمد، دون أن يوضح موقف بوتين النهائي من المشاركة في اللقاء المزمع عقده في إسطنبول.
خلاصة: تحركات ترامب تُعيد خلط الأوراق الدولية
سواء شارك ترامب فعليًا في المفاوضات أم لا، فإن مجرد طرحه للفكرة يُعيده إلى صدارة المشهد الدولي. لقاء إسطنبول المرتقب، وإن ظل غامضًا من حيث مشاركة بوتين، يشكّل اختبارًا حاسمًا لجدية موسكو وكييف وواشنطن في إنهاء أكثر النزاعات دمويةفي أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
