جنوب السودان تنفي وجود مباحثات مع إسرائيل لتوطين فلسطينيين من غزة

أكدت وزارة الخارجية في جنوب السودان رفضها القاطع للتقارير التي تداولتها بعض وسائل الإعلام حول وجود مباحثات مع إسرائيل بشأن توطين فلسطينيين من قطاع غزة داخل أراضيها. وأوضحت الوزارة، في بيان رسمي، أن هذه الأنباء “عارية تمامًا عن الصحة” ولا تعكس الموقف الرسمي لحكومة جوبا.
تقارير إعلامية إسرائيلية وأمريكية
جاء هذا النفي بعد نشر وسائل إعلام إسرائيلية، من بينها قناة “i24″، أخبارًا تشير إلى أن نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي، شارين هاسكل، ستزور جنوب السودان اليوم الأربعاء، في أول زيارة رسمية لمسؤول إسرائيلي إلى الدولة الإفريقية. وأفادت القناة بأن الزيارة تأتي في ظل تقارير تزعم وجود اتصالات بين تل أبيب وجوبا لبحث تهجير فلسطينيين من قطاع غزة إليها.
كما أشارت صحيفة “جيروزاليم بوست” إلى أن وفدًا إسرائيليًا يخطط لزيارة جنوب السودان لمناقشة إمكانية إنشاء مخيمات تمهيدًا لاستقبال فلسطينيين من غزة. وفي السياق نفسه، ذكرت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، نقلًا عن ستة مصادر وصفتها بالمطلعة، أن إسرائيل تجري محادثات مع حكومة جنوب السودان لبحث هذا الخيار.
برنامج الزيارة وأجندة اللقاءات
وفقًا لما أوردته قناة “i24″، من المتوقع أن تلتقي هاسكل خلال زيارتها رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت، ووزير الخارجية منداي سيمايا كومبا، ورئيسة البرلمان نونو كوبا، إضافة إلى أعضاء جمعية الصداقة البرلمانية وعدد من كبار المسؤولين الحكوميين. ولم تؤكد المصادر الرسمية في جوبا أن ملف تهجير الفلسطينيين سيكون على جدول الأعمال، في ظل النفي القاطع من الخارجية.
الصمت الإسرائيلي وتعليقات نتنياهو
في المقابل، امتنعت وزارة الخارجية الإسرائيلية عن التعليق على ما نشرته “أسوشيتد برس” بشأن هذه المحادثات. غير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أشار في مقابلة مع قناة “i24” إلى أن حكومته تجري بالفعل اتصالات مع عدد من الدول – لم يسمها – من أجل استقبال فلسطينيين من قطاع غزة.
وقال نتنياهو إن ملايين الأشخاص اضطروا للنزوح من دول مثل سوريا وأوكرانيا وأفغانستان جراء النزاعات، متسائلًا: “لماذا يجب أن تكون غزة مغلقة؟”.
مواقف دولية ورفض فلسطيني
فكرة تهجير سكان غزة إلى الخارج ليست جديدة، فقد طُرحت في مناسبات سابقة، بما في ذلك تصريحات للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، لكنها قوبلت برفض واسع من قبل الفلسطينيين الذين يرون فيها محاولة لتصفية قضيتهم وحرمانهم من حقهم في أرضهم. كما واجهت هذه الدعوات انتقادات وإدانات دولية، لاعتبارها انتهاكًا للقانون الدولي وحق الشعوب في تقرير مصيرها.
خاتمة
بهذا النفي الصريح من حكومة جنوب السودان، يتضح أن المزاعم حول موافقتها على استقبال فلسطينيين من غزة لا أساس لها. ومع ذلك، تبقى هذه التقارير مؤشرًا على أن ملف تهجير الفلسطينيين ما زال حاضرًا في بعض الأجندات السياسية، الأمر الذي يثير مخاوف واسعة بشأن مستقبل القطاع وسكانه، ويستدعي متابعة حثيثة من المجتمع الدولي لضمان احترام حقوقهم المشروعة.