عربي وعالمي

أكسيوس: اتفاق أميركي إسرائيلي وشيك على آلية إدخال المساعدات لغزة

"أكسيوس: اتفاق أميركي إسرائيلي قريب لإيصال المساعدات إلى غزة دون تدخل حماس"

تعيش غزة في ظل أزمة إنسانية غير مسبوقة، حيث يعاني أكثر من مليوني فلسطيني من حصار خانق يزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم. منذ بداية مارس الماضي، فرضت إسرائيل قيودًا مشددة على دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، عقب انهيار المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة الذي تم توقيعه برعاية مصرية وقطرية وأميركية. ومع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية وتفاقم الأزمة، أصبحت غزة مسرحًا لمأساة إنسانية صامتة تزداد عمقًا، حيث تزداد معاناة المدنيين، ولا سيما الأطفال والنساء، الذين باتوا يدفعون ثمنًا باهظًا لهذه الحرب المستمرة.

اتفاق أميركي إسرائيلي لإيصال المساعدات إلى غزة عبر آلية منفصلة عن حماس

بناءً على تصريحات لمسؤولين إسرائيليين ومصدر أميركي، سيتم إنشاء عدة مجمعات في منطقة من قطاع غزة، حيث سيتاح للمدنيين الفلسطينيين الذهاب إليها مرة واحدة أسبوعياً لاستلام حزمة مساعدات مخصصة لكل عائلة تكفيهم لمدة سبعة أيام.

أفاد موقع “أكسيوس” الأميركي، نقلًا عن مسؤولين إسرائيليين ومصدر أميركي، أن الولايات المتحدة وإسرائيل، إلى جانب ممثلين عن “مؤسسة دولية جديدة”، يقتربون من التوصل إلى اتفاق حول آلية جديدة لاستئناف إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بما يضمن عدم خضوعها لسيطرة حركة حماس.

ووفقًا للمصادر، ستتولى مجموعة من العاملين في المجال الإنساني إدارة هذه المؤسسة الدولية، التي ستُشرف عليها دول مانحة ومنظمات خيرية، وسيكون لها مجلس استشاري يضم شخصيات دولية بارزة.

وأشار المسؤولون الإسرائيليون إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أطلع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على فحوى هذه المناقشات خلال مكالمة هاتفية جرت بينهما الأسبوع الماضي.

وقال المسؤولون إنه، وفقًا للخطة المقترحة، سيتم إنشاء عدة مجمعات في جزء من قطاع غزة، حيث سيتمكن المدنيون الفلسطينيون من التوجه إليها مرة واحدة أسبوعيًا لتسلُّم حزمة مساعدات واحدة لكل أسرة، تكفيهم لمدة سبعة أيام.

شركة أميركية تتولى توزيع المساعدات في غزة وسط تصاعد التوترات والهجمات

وأضاف المسؤولون أن شركة أميركية خاصة ستتولى مهام النقل والتوزيع، إلى جانب تأمين المواقع من الداخل وفي محيطها، موضحين أن الجيش الإسرائيلي لن يشارك في توزيع المساعدات، لكنه سيتولى مسؤولية توفير الحماية في المناطق المحيطة.

وذكر مصدر مطّلع على تفاصيل الخطة أن “إسرائيل تعهدت بتمويل وتنفيذ الأعمال الهندسية الكبرى اللازمة لبناء البنية التحتية لمواقع توزيع المساعدات الآمنة”.

ويُذكر أنه بعد انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة قبل شهرين، أوقفت إسرائيل جميع إمدادات المساعدات الإنسانية من غذاء وماء وأدوية إلى القطاع، ما فاقم من حدة الأزمة الإنسانية القائمة.

قالت منظمات إنسانية إن الأوضاع في قطاع غزة تقترب من “الانهيار التام”، في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية وتصاعد التوترات، خاصة بعد تعرّض سفينة مساعدات لهجوم بطائرة مسيّرة قرب السواحل المالطية.

واتهمت حركة حماس إسرائيل بتنفيذ “قرصنة بحرية” واتباع سياسة ممنهجة لقطع شريان الحياة عن القطاع المحاصر منذ أكتوبر 2023.

وأفاد تحالف “أسطول الحرية”، يوم الجمعة، أن السفينة “الضمير”، التي كانت متجهة إلى غزة وعلى متنها نحو 30 شخصًا، تعرضت لهجوم بطائرة مسيّرة أثناء إبحارها في المياه الدولية قرب مالطا، مما أدى إلى اندلاع حريق وحدوث ثقب في الجزء الأمامي من هيكلها.

وأضاف التحالف أن السفينة أطلقت نداء استغاثة، إلا أنها لم تتلقَّ أي رد.

غزة تحت الحصار: مأساة إنسانية تتفاقم مع استمرار القيود الإسرائيلية

وجاء الحادث في وقت يواجه فيه أكثر من مليوني فلسطيني في غزة أزمة إنسانية غير مسبوقة، نتيجة القيود الإسرائيلية المفروضة على دخول المساعدات منذ بداية مارس، عقب انهيار المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة الذي تم توقيعه برعاية مصرية وقطرية وأميركية في يناير الماضي.

وأعربت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) عن قلقها العميق، مؤكدة أن استمرار الحصار “يقتل الأطفال والنساء بصمت”، مشيرة إلى أن كل يوم إضافي بدون مساعدات “يعاقب المدنيين جماعياً لمجرد أنهم وُلدوا ويعيشون في غزة”.

وتستمر العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة منذ استئنافها في 18 مارس (آذار) ، بعد انتهاء المرحلة الأولى من الهدنة التي أعقبت الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر 2023، وأسفر عن مقتل أكثر من 1200 إسرائيلي وفق الرواية الرسمية، واحتجاز عشرات الأسرى.

ومنذ ذلك التاريخ، فرضت إسرائيل حصارا بريا وبحريا وجويا مشددا على القطاع، وتقول إنه يستهدف منع تهريب الأسلحة إلى حماس، في حين تؤكد منظمات حقوقية أن القيود المفروضة ترقى إلى “عقاب جماعي” بحق السكان وتفاقم الأزمة الإنسانية المتواصلة منذ سنوات.

رحمة حسين

رحمة حسين صحفية ومترجمة لغة فرنسية، تخرجت في كلية الآداب قسم اللغة الفرنسية وآدابها بجامعة عين شمس. تعمل في مجال الصحافة الثقافية والاجتماعية، إلى جانب عملها في الترجمة من الفرنسية إلى العربية. تهتم بقضايا حقوق الإنسان وحقوق المرأة، ولها كتابات مؤثرة في هذا المجال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى