الاضحيه: عباده عظيمه وشعيره من شعائر الإسلام
الأضحية.. تجسيد للإيمان وتعزيز للتكافل في المجتمع

مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، تتجدد في قلوب المسلمين مشاعر الإيمان والتقوى، وتعلو أصوات التكبيرات في المساجد والبيوت، وتُعاد إلى الذاكرة قصة خليل الله إبراهيم عليه السلام مع ابنه إسماعيل عليه السلام، التي خلّدها القرآن الكريم، وجعل منها الأضحية شعيرة عظيمة وعبادةً مباركة يتقرب بها المسلمون إلى الله عز وجل.
معنى الأضحية وحكمها الشرعي
الأضحية في اللغة هي ما يُذبح من بهيمة الأنعام في أيام النحر تقربًا إلى الله. أما شرعًا، فهي سنة مؤكدة عن النبي محمد ﷺ، وذهب بعض أهل العلم إلى وجوبها على القادر. قال الله تعالى: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾ [الكوثر: 2]، وقال ﷺ: «من وجد سعة فلم يضحِّ فلا يقربن مصلانا» [رواه ابن ماجه].
وقت الأضحية وشروطها
يبدأ وقت الأضحية بعد صلاة العيد في يوم النحر (10 ذو الحجة)، ويمتد حتى غروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق (13 ذو الحجة). ويشترط أن تكون من بهيمة الأنعام (الإبل، البقر، الغنم)، وأن تكون قد بلغت السنّ المعتبر شرعًا، وخالية من العيوب المانعة كالعور البين أو المرض.
الأضحية تربية على الإخلاص والبذل
تشكل الأضحية مظهرًا من مظاهر طاعة الله والانقياد لأمره، وتجسد في طياتها معاني التضحية والعطاء والإحسان، كما تعزز صلة المسلم بموروثه الديني، وتذكره بوجوب طاعة الله في كل الأمور، حتى وإن كانت على حساب النفس والمال.
أبعاد اجتماعية وروحية
لا تقف الأضحية عند حدود العبادة الفردية، بل تتعداها إلى أبعاد اجتماعية سامية، حيث تسهم في إحياء التكافل الاجتماعي من خلال توزيع لحومها على الفقراء والمساكين والجيران والأقارب. كما تدخل الفرح على قلوب الأطفال وتُشعر الجميع بروح العيد ووحدة الأمة الإسلامية.
دعوة لإحياء الشعيرة
وفي هذا الإطار، تدعو وزارة الشؤون الإسلامية المسلمين القادرين إلى إحياء هذه الشعيرة العظيمة، امتثالًا لسنة النبي ﷺ، وتأكيدًا على وحدة الصف والشعور بالآخرين، كما تؤكد أهمية الالتزام بالضوابط الصحية والبيئية أثناء ذبح الأضاحي وتوزيعها.
إن الأضحية ليست مجرد ذبح، بل هي عبادة عظيمة تفتح أبواب الخير، وتغرس القيم، وتُحيي في القلوب روح الإيمان والطاعة، فهنيئًا لمن ضحّى محتسبًا ومخلصًا، وجعل من هذه الأيام المباركة موسمًا للطاعة والقرب من الله.