عربي وعالمي

جسد محترق وذاكرة لا تُشفى.. الطفلة حنين تروي مأساة ليل غزة الدامي.. والقرار في يد ترامب

مأساة طفلة من غزة وصمت غريب من العالم

في مستشفى منهك بقطاع غزة، يجلس أحمد الوادية كل مساء بجانب سرير ابنة أخيه حنين، ذات الأعوام الخمسة، وهي تهذي في نومها بكوابيس تتكرر منذ نجاتها من قصف مدرستهم في غزة، تحكي كيف استيقظت على نيران تلتهم المكان، وكيف رأت والديها وشقيقتها الصغيرة ماريا يحترقون أحياء، وكيف خرجت وحدها من تحت الركام وجسدها محترق.

كانت عائلة حنين قد لجأت إلى المدرسة بعد أشهر من التشرد في الشوارع، ولكنهم لم ينجوا، ويجد الوادية نفسه عاجزًا:أين أذهب بها؟ لا خيام، لا ملاجئ، لا طعام. كيف سأُربيها وحدي بعد أن رأت كل هذا؟”

الضربة الجوية التي قتلت أسرة حنين، حسب الدفاع المدني التابع لحماس، أودت بحياة 31 شخصًا، منهم 24 امرأة وطفلاً. أما الجيش الإسرائيلي فقال إن القصف استهدف مقاتلين. لكنها كانت جزءًا من هجوم جديد أطلقته حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة، مما زاد الوضع الإنساني المتدهور في غزة سوءًا.

قصة حنين: طفلة تنزف ذكريات النار

كل ليلة، يستمع أحمد الوادية إلى ابن أخته الصغيرة هانين وهي تروي في نومها الكابوس الذي عاشته. تحكي عن المدرسة التي كانت ملجأ لهم، والتي تحولت إلى جحيم من اللهب بعد ضربة إسرائيلية. شاهدت والدتها وأشقائها وهم يحترقون أمام عينيها، وخرجت هي بجسد محروق وروح محطمّة.

حنين ليست مجرد طفلة فقدت عائلتها، بل رمز للكارثة الإنسانية التي تعصف بغزة، حيث لا ملجأ، ولا أمل، ولا مأوى.

حصيلة القتل والجوع: غزة بين المطرقة والسندان
بعد أكثر من 20 شهراً من الحرب، دُمّرت غزة وتكررت موجات النزوح مراراً. نصف مليون فلسطيني يواجهون خطر المجاعة نتيجة القيود الإسرائيلية على المساعدات.

صمت واشنطن يقتل أكثر من الصواريخ

بينما يتصاعد الدمار، تبدو إدارة دونالد ترامب وكأنها تغض الطرف عن المأساة. لا ضغط حقيقي على حكومة نتنياهو، ولا محاولة جدية لوقف النار. يقول محللون إن قرار وقف الحرب بالكامل بيد واشنطن، لكن ترامب لم يُبدِ أي رغبة في التدخل الحاسم.
رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت صرّح: “إذا لم يُفرض اتفاق، حتى لو مؤقت، فسننزلق إلى كارثة أشدّ”.

أوروبا تغضب.. لكن دون أثر حقيقي

الاحتجاجات الأوروبية تتصاعد، والتهديدات بفرض عقوبات على إسرائيل تتردد في أروقة الاتحاد الأوروبي، فيما تفكر فرنسا في الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين. لكن حتى الآن، لم يُتخذ أي إجراء فعلي يغيّر المعادلة على الأرض.

 

 

 

 

القرار الأخير.. في يد رجل واحد

بين الدمار والصمت الدولي، تبقى غزة رهينة قرار سياسي. القرار الذي قد ينقذ أرواح الأطفال، أو يتركهم يحترقون في صمت. والقرار، كما يبدو، في يد دونالد ترامب وحده

ياسمين خليل

ياسمين خليل، حاصلة على ليسانس آداب قسم علوم الاتصال والإعلام، تتمتع بخبرة في إدارة المحتوى والتواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب مهاراتها في الإعلام والعلاقات العامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى