حرائق الغابات في كندا تحطم الارقام القياسيه وتهدد بجوده هواء سيئه في الولايات المتحدة
الدخان الكندي يعبر الحدود ويهدد المدن الأمريكيه

تصاعدت حرائق الغابات المبكرة هذا الأسبوع في المقاطعات الكندية، مما شكل ضغطًا هائلًا على أجهزة الطوارئ المحلية، وسط تحذيرات من تدهور جودة الهواء في شرق أمريكا الشمالية خلال الأيام المقبلة.
حرائق خارجة عن السيطرة في مانيتوبا وساسكاتشوان
تتركز أخطر الحرائق الحالية في شمال مانيتوبا، حيث لا تزال نيران “بيرد ريفر” و”الحدود” مشتعلة دون احتواء. وقد التهمت النيران هذا العام نحو 200 ألف هكتار من الغابات في مانيتوبا وحدها، وهو ما يعادل ثلاثة أضعاف متوسط المساحات المحترقة سنويًا في الإقليم خلال السنوات الأخيرة.
وفي ظل توسع رقعة الحرائق، أعلنت حكومتا مانيتوبا وساسكاتشوان حالة الطوارئ هذا الأسبوع. وصرّح رئيس حكومة مانيتوبا، واب كينو، أن عمليات الإجلاء الحالية هي الأكبر في تاريخ الإقليم الحديث، مضيفًا أن “وجود حرائق في جميع المناطق يعكس تغيرًا مناخيًا حقيقيًا علينا التكيف معه”.
عمليات إجلاء جماعية ودمار في المجتمعات الأصلية
قامت القوات الكندية بإجلاء أكثر من 17 ألف شخص جوًا من مناطق نائية لم تعد متصلة بالطرق البرية. وتعرضت مجتمعات السكان الأصليين في ساسكاتشوان لأضرار جسيمة، إذ أظهرت لقطات جوية احتراق منازل بالكامل وسط النيران العنيفة. كما طالت الحرائق مناطق إنتاج النفط في ألبرتا، مما أدى إلى توقف الإنتاج وإجلاء بعض العاملين.
سحب دخان كثيفة تصل إلى الولايات المتحدة
صور الأقمار الصناعية كشفت عن سلوك ناري شديد، منها تشكل سحب “بيروكومولوس” النادرة التي تدل على شدة الحرارة. هذه السحب تساعد على رفع الدخان إلى ارتفاعات شاهقة، مما يسمح له بالانتقال لمسافات بعيدة. ونتيجة لذلك، أصدرت هيئة الأرصاد الأمريكية تحذيرات من تلوث الهواء في مناطق قريبة من الحدود الكندية، بما في ذلك أجزاء من مينيسوتا.
تهديدات مباشرة لمدن أمريكية كبرى
تشير التوقعات إلى استمرار انتقال الدخان جنوبًا ليؤثر على جودة الهواء في مدن كبرى مثل شيكاغو وديترويت وواشنطن. وتشير البيانات إلى أن مستوى تلوث الهواء قد يصل إلى التصنيف “الأحمر”، وهو ما يعني أن جودة الهواء غير صحية لجميع الفئات.
تغير المناخ يعمّق أزمة الحرائق
تأتي هذه الحرائق في سياق موسمين كارثيين متتاليين (2023 و2024)، اعتُبرا الأسوأ في تاريخ كندا من حيث الحرائق. وقد ساهمت ظروف الطقس الجاف والدافئ بشكل غير معتاد هذا الربيع في تغذية النيران، في ظل تأثيرات متسارعة لتغير المناخ. ووفقًا لتقديرات الموارد الطبيعية الكندية، فإن مؤشر خطورة الحرائق قد بلغ أقصاه في عدة مناطق غربية.
تداعيات صحية مقلقة لدخان الحرائق
تتصاعد المخاوف الصحية مع ازدياد التعرض لدخان الحرائق، إذ أظهرت دراسة جديدة أن الجزيئات الدقيقة في الدخان تؤثر سلبًا على القلب والرئتين لعدة أشهر بعد انتهاء الحرائق. دراسات أخرى أشارت إلى ارتباط الدخان بزيادة خطر السكتات الدماغية، وتراجع الأداء الذهني، بل والتأثير سلبًا على علاجات الخصوبة.
لا مستوى آمن من التعرض للدخان
تشير نتائج علمية حديثة إلى أنه لا يوجد مستوى آمن للتعرض لدخان حرائق الغابات، الذي قد يكون أكثر سمّية بعشر مرات من تلوث المدن العادي. وتقدر البيانات أن آلاف الوفيات تُسجل سنويًا في الولايات المتحدة بسبب هذه الظاهرة، مما يكلف الاقتصاد الأمريكي مليارات الدولارات.
توصيات لحماية الصحة
يوصي الخبراء باستخدام كمامات من نوع N95 في الهواء الطلق خلال موجات الدخان، واستخدام أجهزة تنقية الهواء داخل المنازل قدر الإمكان، خاصة مع استمرار موسم الحرائق لفصل الصيف القادم.