مدبولي يوجه بخطة عاجلة لإنهاء أزمة مياه الشرب في البحر الأحمر قبل عيد الأضحى| تفاصيل كاملة

عقده الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مساء أمس بمقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة، وضع مجلس الوزراء خارطة طريق عاجلة لضمان تدفق مياه الشرب بانتظام إلى مدن محافظة البحر الأحمر، بعد أن شهدت بعض المناطق نقصاً ملحوظاً في الإمدادات خلال الأيام الماضية.

اجتماع رفيع المستوى يركز على «أمن المياه»

شارك في الاجتماع كلٌّ من الدكتورة رانيا المشّاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، واللواء عمرو حنفي محافظ البحر الأحمر، والدكتور سيد إسماعيل نائب وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، إلى جانب قيادات الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي، والهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي، ومسؤولي الجهات المعنية.

مدبولي استهلّ الجلسة بالتأكيد على أن «أمن مياه الشرب» يستحوذ على أولوية قصوى في أجندة الحكومة، مُضيفاً أن الهدف المباشر هو «حل جذري وسريع» قبل حلول عيد الأضحى المبارك (المتوقع في 8 يونيو 2025)، لضمان عدم تكرار الأزمة مستقبلاً.

توجيهات فورية لإصلاح الأعطال وتوسعة المحطات

وجّه رئيس الوزراء بسرعة تنفيذ الإصلاحات المطلوبة في شبكات ومحطات المياه القائمة، ولا سيّما خطوط الكريمات–الغردقة وقنا–سفاجا، اللذين يُعدّان شريانَي نقل المياه من نهر النيل إلى ساحل البحر الأحمر. كما شدد على:

تسريع أعمال الصيانة وخفض معدلات الفاقد جراء الكسور والأعطال.

إعادة تشغيل مشروعات التحلية المتوقفة، وعلى رأسها محطة «اليسر» في الغردقة، ورفع طاقتها من 80 إلى 100 ألف م³/يوم.

إمداد المحطات بالمستلزمات الحيوية (فلاتر، كيماويات، قطع غيار) للحفاظ على كفاءة التشغيل.

وضع جدول زمني واضح للانتهاء من جميع الإجراءات قبل العيد، مع رفع تقرير أسبوعي إلى مجلس الوزراء.

خطة وزارة الإسكان: تحلية وتحديث شبكات

الدكتور سيد إسماعيل أوضح أن رؤية الوزارة تقوم على محورين متوازيين:

توسعة المحطات القائمة لزيادة الإنتاج الفعلي بنحو 25 % خلال 12 شهراً.

إنشاء محطات تحلية جديدة في سفاجا، القصير، ومرسى علم، بطاقة إجمالية 150 ألف م³/يوم، لتلبية النمو العمراني والسياحي حتى 2030.

تحديث البنية التحتية في جميع المدن

اللواء عمرو حنفي أكد أن المحافظة تنفذ حالياً خطة شاملة لتجديد الشبكات الداخلية ومد خطوط جديدة إلى التجمعات العمرانية الحديثة، خاصة في مدينة الغردقة التي تشهد كثافة سكانية متزايدة، كما أشار إلى الصيانة الدورية لخطّي الكريمات–الغردقة (75 ألف م³/يوم عبر 6 محطات رفع) وقنا–سفاجا (250 كم، 17 محطة رفع، 5 كواسر ضغط).

عرض تفصيلي لمصادر المياه الحالية

قدّم اللواء عاصم شكر، نائب رئيس الشركة القابضة، عرضاً توثيقياً بيّن فيه:

محطة الكريمات–الغردقة: مأخذ على النيل ومحطة تنقية بقدرة تصميمية 75 ألف م³/يوم.

خط قنا–سفاجا: يغطي مدينتي سفاجا والقصير ويخدم المجتمعات السياحية، بقدرة حالية 50 ألف م³/يوم بعد رفع كفاءته.

محطة تحلية «اليسر»: أكبر محطة تحلية على ساحل البحر الأحمر بطاقة 80 ألف م³/يوم قابلة للتوسع، مع خطة حالية لرفع الطاقة إلى 100 ألف م³/يوم بتمويل محلي.

كما قدم مقترحات قصيرة ومتوسطة المدى، شملت تركيب عدادات ذكية لاكتشاف التسربات، وتطبيق نظام تشغيل وصيانة يعتمد على التحول الرقمي لتقليل زمن الاستجابة للأعطال.

تمويل فوري للمشروعات العاجلة

الدكتورة رانيا المشّاط أعلنت التزام وزارة التخطيط بتوفير الاعتمادات المالية «على الفور» لضمان عدم تعطل برامج الصيانة أو التوسعات. وأكدت أن تمويل مشروعات المياه يُعدّ استثماراً في «رأس المال البشري» والسياحة المستدامة، خاصة وأن البحر الأحمر يُصنَّف كأحد المقاصد السياحية الرئيسية في مصر.

التزام حكومي بجدول زمني محدود

اختتم رئيس الوزراء الاجتماع بالتشديد على ضرورة «الالتزام الصارم» بالتوقيتات المحددة، مع تحريك فرق طوارئ لدعم المحافظة ميدانياً، كما وجه بإطلاق حملة توعية للمواطنين لترشيد الاستهلاك خلال فترة الإصلاحات، وضمان وصول المعلومات الدقيقة أولاً بأول عبر المنصات الرسمية.

أهمية الخطة وأثرها المتوقع

من المتوقع أن تسهم الإجراءات العاجلة في:

تغطية الاحتياجات اليومية من مياه الشرب بنسبة 100 % في الغردقة وسفاجا بنهاية مايو 2025.

تقليل الأعطال في الشبكات الرئيسية بنسبة 40 % خلال ستة أشهر.

رفع الطاقة الإجمالية للتحلية بالمحافظة إلى 230 ألف م³/يوم بحلول 2026، ما يضمن استدامة الإمدادات حتى مع التوسع السياحي المستقبلي.