البنتاغون يرسل قوات مشاة بحرية إلى لوس أنجلوس وسط تصاعد التوترات
الانتشار مؤقت ويهدف لحماية المنشآت الفيدرالية دون تفعيل قانون التمرد

في تطور جديد يعكس تصاعد التوترات بين الحكومة الفيدرالية وولاية كاليفورنيا، أفادت تقارير إعلامية أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) تعتزم نشر نحو 700 جندي من قوات مشاة البحرية (المارينز) في مدينة لوس أنجلوس بشكل مؤقت. يأتي ذلك في أعقاب الاحتجاجات المناهضة لحملات الترحيل التي تنفذها إدارة الرئيس دونالد ترامب، رغم تراجع وتيرتها مؤخرًا.
تفاصيل الانتشار: حماية المرافق الفيدرالية دون تدخل مباشر
وبحسب ما نقلته وكالة “رويترز” عن مسؤول أمريكي رفض الكشف عن هويته، فإن وحدة من قاعدة “توني ناين بالمز” بجنوب كاليفورنيا ستتوجه إلى لوس أنجلوس. ورغم الهدوء النسبي الذي شهدته المدينة مؤخرًا، أُكد أن مهمة المارينز ستكون دعمية بحتة، تقتصر على حماية الممتلكات والمرافق الفيدرالية، دون الانخراط في تنفيذ القانون.
قانون التمرد: تراجع مؤقت من ترامب مع احتمال استخدامه لاحقًا
أكدت المصادر أن الرئيس ترامب لم يُفعّل حتى الآن “قانون التمرد” الصادر عام 1807، والذي يتيح له استخدام الجيش الفيدرالي داخل الولايات المتحدة. ومع ذلك، أشار أحد المسؤولين إلى أن “الوضع قابل للتغيير”، ولم يُستبعد صدور قرار بهذا الشأن لاحقًا. ويُذكر أن آخر استخدام لهذا القانون كان عام 1992 خلال اضطرابات لوس أنجلوس بعد تبرئة عناصر شرطة في قضية رودني كينغ.
مواجهة كلامية بين ترامب وحاكم كاليفورنيا
أثناء اجتماع بالبيت الأبيض حول الاستثمارات، صرح ترامب قائلاً: “لو لم نتدخل بإرسال الحرس الوطني، لانتشرت الفوضى في الشوارع. ما قمنا به أنقذ الموقف وسنتدخل مجددًا إذا لزم الأمر”. في المقابل، انتقد حاكم كاليفورنيا، غافين نيوسوم، هذه الخطوة واعتبرها “انحرافًا سلطويًا واضحًا”، واصفًا إياها بأنها “غير قانونية وغير أخلاقية”، ودعا حكام الولايات إلى رفض التدخل الفيدرالي بهذا الشكل.
كاليفورنيا تتجه لمقاضاة الإدارة الأمريكية
أعلن المدعي العام لولاية كاليفورنيا، روب بونتا، أن الولاية ستتقدم بدعوى قضائية ضد الإدارة الفيدرالية، بسبب ما وصفه بـ”الفدرلة غير القانونية” للحرس الوطني. وأكد أن هذه الإجراءات تمثل تهديدًا للمجتمعات المحلية وتعديًا على المبادئ الديمقراطية.
قلق داخل المؤسسة العسكرية من تسييس الجيش
في ظل تزايد الجدل حول استخدام القوات المسلحة داخليًا، عبّر عدد من القادة العسكريين المتقاعدين عن قلقهم من تسييس الجيش. وأوضح الجنرال المتقاعد بول إيتون أن “هذا تسييس واضح للقوات المسلحة، ويجب أن تظل صورة الجندي أمام المواطن الأمريكي محايدة وغير منحازة سياسيًا”.
خلفية الأحداث: احتجاجات على حملات الترحيل ومداهمات الهجرة
شهدت مدينة لوس أنجلوس احتجاجات استمرت ثلاثة أيام اعتراضًا على المداهمات التي نفذتها إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE). وردًا على ذلك، أمر ترامب بإرسال 2000 عنصر من الحرس الوطني إلى المدينة. ووفقًا لتقارير “NBC News”، فإن نحو 300 جندي قد وصلوا بالفعل، ومن المتوقع اكتمال نشر القوات بحلول الأربعاء.