عربي وعالمي

المعتقلون في سوريا: أبواب السجون فُتحت… لكن الجراح لم تُغلق.

من ظلام الزنازين إلى ضوء الحقيقة... هل نطوي الصفحة أم نفتح ملف العدالة؟

المعتقلون في سوريا: أبواب السجون فُتحت… لكن الجراح لم تُغلق.

من ظلام الزنازين إلى ضوء الحقيقة… هل نطوي الصفحة أم نفتح ملف العدالة؟

بعد سنوات من الاعتقال والإخفاء القسري، فُتحت السجون في سوريا أخيراً، وخرج من تبقى على قيد الحياة. لكن المشهد لا يُشبه النهايات السعيدة. فآلاف العائلات لم تجد أبناءها، وآلاف آخرين عادوا بأجسادهم فقط، بينما أرواحهم ما زالت هناك، خلف القضبان. فماذا بعد؟ هل انتهت القضية؟ أم أنها بدأت للتو؟

من هم المعتقلون… وماذا حدث لهم؟

منذ 2011، تعرض عشرات الآلاف من السوريين للاعتقال التعسفي والاختفاء القسري، دون محاكمات، وفي ظروف غير إنسانية. وكان الهدف واضحاً: كسر إرادة الثورة، وإسكات الأصوات.

 

فتح السجون… لا يعني إغلاق الملف

صحيح أن الأبواب فُتحت، وأن بعض المعتقلين خرجوا إلى النور، لكن آلاف الأسماء ما زالت في عداد المفقودين، دون تأكيد على مصيرهم:

هل ماتوا تحت التعذيب؟

أو دُفنوا في مقابر جماعية؟

أم سيتم الاعتراف بموتهم يوماً؟

 

العائدون من الجحيم: هل عادوا فعلاً؟

آثار نفسية وجسدية لا تُمحى، ومن خرج من السجون السورية لا يشبه الشخص الذي دخل. قصص عن التعذيب، التجويع، الإهانة، والحرمان من الضوء والكرامة. والكثير من المعتقلين السابقين يعودون إلى عائلاتهم ليجدوا عالماً تغيّر، وأصدقاء رحلوا، وأجساداً لم تعد تحتمل.
إنهم يحتاجون إلى رعاية، دعم نفسي، وعدالة… لا مجرد استقبال عاطفي.

 

العائلات… ماذا عن الذين لم يعودوا؟

العديد من الأمهات والزوجات والأبناء انتظروا طويلاً، لكن لم يعد أحباؤهم. لا جثث، لا قبور، لا شهادات وفاة.

هل من عدالة بعد اليوم؟

فتح السجون لا يعفي الجناة من المحاسبة. فـ”المصالحة” دون كشف الحقيقة، جبر الضرر، ومساءلة الجلادين هي تسوية زائفة.

والخطوات المطلوبة:

تشكيل لجنة مستقلة لكشف مصير المختفين.

محاكمة المسؤولين عن جرائم التعذيب والقتل تحت التعذيب.

توفير رعاية صحية ونفسية للمفرج عنهم.

تعويض العائلات المتضررة.

 

فتح السجون لا يُغلق الوجع

القضية لم تنتهِ. ما زالت هناك عائلات تبحث، ومجتمع يترنّح بين الألم والنسيان. والمطلوب ليس فقط أن نحتفل بخروج المعتقلين، بل أن نحارب من أجل كرامتهم، وكرامة من لم يخرجوا أبداً.

 

الحرية لا تكتمل إلا بالعدالة

خروج المعتقلين خطوة مهمة، لكنها ليست نهاية الطريق. والحرية لا تعني فقط فتح الأبواب، بل فتح الملفات، وكشف الحقيقة، والاعتراف بالألم. من دون ذلك، سنبقى نعيش في ظل الزنازين، حتى وإن هُدمت جدرانها.

سولين غزيم

صحفية سورية متخصصة فى الفن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى