صحف وتقارير

الدفاع الأمريكي يدافع عن ضرب إيران رغم التشكيك في تصريحات ترامب حول الاباده

الدفاع الأمريكي يدافع عن ضرب إيران رغم التشكيك في تصريحات ترامب

في ظل جدل متصاعد حول مدى فعالية الضربة الجوية الأمريكية ضد المنشآت النووية الإيرانية، خرج وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث من البنتاغون مدافعًا بشدة عن العملية، مؤكدًا أن الضربة قد “دمرت، بل أبادت” البرنامج النووي الإيراني، كما وصفها الرئيس دونالد ترامب، رغم تقارير استخباراتية أولية شككت في فعالية القصف.

 

دفاع قائم على النمذجة بالذكاء الاصطناعي

خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال دان كين، عرض هيغسيث مقاطع فيديو لاختبارات القنابل الخارقة للتحصينات التي استُخدمت في العملية، وأشار إلى أن تقييم الأضرار استند في معظمه إلى نماذج الذكاء الاصطناعي التي صممها البنتاغون، وليس إلى تقارير ميدانية مكتملة. وأحال الأسئلة المتعلقة بحجم الأضرار في منشأة “فوردو” إلى أجهزة الاستخبارات.

 

هيغسيث شكك في تقييم أولي صدر عن وكالة استخبارات الدفاع (DIA)، واصفًا إياه بـ”المسرب بدوافع سياسية” لتقويض ما وصفه بـ”الضربة التاريخية”.

 

غموض بشأن اليورانيوم المخصب

ورغم إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران فقدت السيطرة على 400 كجم من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، قال هيغسيث إنه “لا يعلم بوجود أي معلومات استخباراتية” تشير إلى نقل أو إخفاء هذه المواد قبل الضربة.

 

هجوم على وسائل الإعلام

اتهم هيغسيث الصحافة الأمريكية بـ”تسريب معلومات سرية لتشويه صورة الرئيس”، مشيرًا إلى أن نشر تقييمات مبكرة عن محدودية تأثير الضربة “يُقوّض جهود طيارينا الأبطال”. وتوعدت إدارة ترامب باتخاذ إجراءات ضد الصحفيين الذين نشروا هذه المعلومات، في تصعيد غير مسبوق ضد الإعلام.

 

العملية: “مطرقة منتصف الليل”

من جهته، وصف الجنرال كين العملية – التي حملت الاسم الرمزي “ميدنايت هامر” (مطرقة منتصف الليل) – بأنها “تتويج لجهود امتدت 15 عامًا” داخل وكالة الحد من التهديدات الدفاعية الأمريكية. وأكد أن القنابل أُطلقت وفق خطط دقيقة، وأصابت أهدافها في مواقع “فوردو”، و”نطنز”، و”أصفهان”، مشيرًا إلى أن الانفجارات استهدفت أنظمة التخصيب الحيوية عبر ضغط هائل وتمزق الأنفاق.

 

تضارب في التقييمات الرسمية

رغم تأكيد هيغسيث وكين على “النجاح الكامل” للعملية، إلا أن تقريرًا سابقًا لوكالة استخبارات الدفاع كشف أن القنابل لم تُدمّر بالكامل المكونات الأساسية في المنشآت الإيرانية، ورجّح أن يعود البرنامج النووي إلى العمل خلال أشهر.

 

لكن يوم الأربعاء، ظهر ما وصفه مسؤولو الاستخبارات في إدارة ترامب بـ”أدلة جديدة”، تفيد بأن منشآت إيرانية حيوية تعرضت لتدمير كامل وستحتاج سنوات لإعادة بنائها. وقال مدير الاستخبارات المركزية جون راتكليف إن المصدر الجديد “موثوق تاريخيًا”، وأكدت مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد أن منشآت فوردو ونطنز وأصفهان “خرجت من الخدمة”.

 

ترامب: “النجاح كان أسطوريًا”

وفي منشور على منصة “تروث سوشيال”، قال ترامب إن الطيارين “أُصيبوا بالذهول” عندما قرأوا تقارير إعلامية تُشكك في نتائج مهمتهم، وأضاف: “بعد 36 ساعة من التحليق في أجواء معادية، عادوا وهم يعلمون أن النجاح كان أسطوريًا، ثم بدأوا يقرؤون الأخبار الكاذبة”.

 

لكن تقارير سابقة كشفت أن بعض خبراء البنتاغون قد حذروا مسبقًا من أن القنابل التقليدية، رغم قوتها، قد لا تنجح في اختراق أعماق منشأة فوردو المحصنة تحت الأرض، وقد تقتصر أضرارها على إغلاق الأنفاق ودفن المنشأة تحت الأنقاض، دون تدميرها بالكامل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى