أخبار مصر

صوم العذراء يبدأ في مصر.. طقوس هادئة ومشاركة اجتماعية تمتد من البيوت إلى الأديرة

لأقباط يستعدون لصوم السيدة مريم في أغسطس.. والأديرة تستقبل الزوار وسط أجواء روحانية بسيطة

 

يبدأ ملايين الأقباط الأرثوذكس في مصر، يوم 7 أغسطس، صوم السيدة العذراء مريم، الذي يستمر حتى 22 من الشهر نفسه. ورغم أنه غير مفروض كنسيًا، فإن كثيرين يحرصون عليه باعتباره طقسًا محببًا يحمل طابعًا روحانيًا واجتماعيًا خاصًا.

أكل نباتي.. وروح مختلفة

يتميز هذا الصوم بالامتناع الكامل عن اللحوم ومنتجات الألبان، مع الاعتماد على الأطعمة النباتية مثل العدس، الفول، والخضروات. لكن الأهم من الطعام، هو الجو الروحي الذي يصاحبه: تكثر فيه القداسات، وتُخصَّص عظات تتناول حياة العذراء ومكانتها في العقيدة المسيحية.

أديرة تستقبل الزوار من كل مكان

تشهد الأديرة القبطية، خصوصًا في صعيد مصر، إقبالًا كبيرًا خلال فترة الصوم. وأشهرها دير العذراء بجبل درنكة في أسيوط، ودير المحرق بالقوصية. يذهب الزوار لقضاء أوقات من الهدوء والتأمل، أو لطلب البركة، في أجواء يغلب عليها السكون والبساطة.

موائد بسيطة.. وعادات تتوارثها الأجيال

خلال أيام الصوم، تعود الأكلات النباتية القديمة إلى البيوت، مثل الكشري القبطي والعدس والفول النابت. هذه العادات تنتقل من الجدات إلى الأمهات، باعتبارها جزءًا من تراث الأسرة، أكثر من كونها مجرد طقس ديني.

تعايش طبيعي ومودة بين الجيران

في كثير من القرى والمدن، يشارك المسلمون جيرانهم الأقباط مشاعر التقدير لهذه المناسبة، سواء بالتهنئة أو بالمشاركة الرمزية في الأطعمة. ويعكس ذلك الطابع المصري المتداخل الذي يجمع بين الناس في كل المناسبات الدينية.

فرصة للتأمل وإعادة ترتيب النفس

تدعو الكنيسة القبطية إلى اعتبار هذا الصوم مساحة للتأمل الداخلي وضبط النفس، أكثر من مجرد تغيير في الطعام. وهو ما يجعله موسمًا يستفيد منه كثيرون على المستوى الشخصي، في السلوك والعلاقات.

اقرا ايضا:

تعثّر المفاوضات بين الصومال وإثيوبيا برعاية تركية بشأن منفذ بحري

رجاء رضا

رجاء رضا بكالوريوس إعلام – جامعة القاهرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى