الرياضة

الجارديان: آرسنال يواجه أسئلة أخلاقية صعبة بعد اتهام توماس بارتي بالاغتصاب

تحقيقات جارية والضغط يتزايد على إدارة النادي لاتخاذ موقف حاسم

“نحن شجعان في السعي نحو التقدم”، “نناصر مجتمعنا وكل فرد فيه”، “نفعل الصواب، حتى عندما لا يرانا أحد” – هكذا تصف نادي آرسنال نفسه على موقعه الرسمي. لكنّ تعامل الإدارة مع ملف اللاعب الغاني توماس بارتي يطرح تساؤلات كبيرة حول مدى تطابق هذه الشعارات مع الواقع، خاصة بعد توجيه تهم الاغتصاب والاعتداء الجنسي للاعب السابق الأسبوع الماضي.

بارتي الذي لعب للمدفعجية بين أكتوبر 2020 ويوليو 2025، تم اتهامه رسميًا بخمس تهم اغتصاب وتهمة اعتداء جنسي بحق ثلاث نساء في الفترة بين 2021 و2022، وسيُحاكم في أغسطس. ورغم النفي القاطع من محاميته جيني ويلتشاير، فإن الملف ظل يُطارد اللاعب والنادي على مدار ثلاث سنوات، في صمت شبه تام من قِبل المؤسسة.

“الكل كان يعلم”

الجمهور كان يعلم. المدرب ميكيل أرتيتا كان يعلم. والإدارة بالتأكيد كانت على علم – فالنادي لم يكتفِ فقط بالاستمرار في إشراك بارتي أساسيًا لأكثر من 100 مباراة، بل درس تمديد عقده هذا الصيف، قبل أن ينتهي ارتباطه بالنادي دون تعليق يُذكر.

بل إن أرتيتا نفسه صرّح بعد تسجيل بارتي هدفًا في مرمى توتنهام في 2022 – أي بعد علم النادي بتهم ضده – قائلًا: “بالنظر لما مر به، وما قدّمه من جهد ليكون جاهزًا، فأنا سعيد من أجله. هو يستحق ذلك”.

هكذا تحوّل اللاعب من متهم صامت إلى بطل يُحتفى به، في مشهد يُعكس تجاهلًا واضحًا للمشاعر الأخلاقية لمشجعي النادي، وخاصة المشجعات، وسط صمت رسمي من الإدارة حتى بعد توجيه التهم رسميًا.

خيارات قانونية متاحة.. لم تُستخدم

صحيح أن فسخ عقد لاعب دون توجيه تهم رسمية يحمل تعقيدات قانونية، لكن الغارديان تشير إلى أن هناك العديد من الإجراءات “غير القانونية” لكن المشروعة التي كان يمكن اتخاذها:

عدم الإشادة ببارتي علنًا

عدم إشراكه بانتظام في المباريات

عدم الإصرار على تجديد عقده رغم التهم

فالنادي ذاته سبق وأن استبعد لاعبين مثل مسعود أوزيل وأوباميانغ لأسباب سلوكية، كما أقال موظفًا بسبب منشورات على مواقع التواصل. فلماذا تعامل بارتي، المتهم في قضايا خطيرة، بمعايير مختلفة؟

اقرأ أيضًا :

برشلونة يُعلن رسميًا تجديد عقد الحارس فويتشيك تشيزني حتى 2027

من يتحمل المسؤولية؟

من قرر داخل آرسنال دعم اللاعب علنًا؟ ومن صمت؟ ومن تواطأ؟ وهل تكون المؤسسة نفسها قد أصدرت حكمها الداخلي ببراءة بارتي قبل أن تبدأ المحكمة عملها؟ هذا ما يطالب جمهور النادي بإجابات عنه، دون استجابة من الإدارة التي اكتفت بالقول: “بسبب الإجراءات القانونية الجارية، لا يمكننا التعليق”.

تنظيف السمعة.. بدون مواجهة الحقيقة

في الوقت الراهن، يبدو أن النادي يسعى لـ”تجاوز العاصفة” بالصمت، خاصة بعد التعاقد مع لاعب خط وسط جديد هو مارتن زوبيميندي، الذي يوحي ببداية جديدة. ومع فريق السيدات المتوَّج ببطولة أوروبا، والذي سيخوض كل مبارياته القادمة على استاد الإمارات، يفضّل آرسنال الترويج لقصص النجاح “الآمنة”.

لكن، كما يقول ليو: “ربما هذا هو السلوك المعتاد في عصر الرأسمالية المتأخرة، حيث تُقدّم الشركات الكبرى صورة أخلاقية وردية بينما تواصل مطاردة الأرباح بأي ثمن”.

شعارات آرسنال تظل مرفوعة على موقعه: “نفعل الصواب… حتى عندما لا يرانا أحد”. لكن جمهوره اليوم يراه جيدًا، ويسأل: هل فعلتم الصواب حقًا؟

أمنية السيد

أمنية السيد صحفية رياضية مصرية تحت التدريب، تهتم بتغطية الأخبار والتحليلات الرياضية محليًا ودوليًا، وتعمل على تطوير مهاراتها في كتابة التقارير الميدانية وإعداد المحتوى الرقمي المتخصص في شؤون الرياضة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى