خالد الشافعي يوضح أسباب تأثير حركة الملاحة في قناة السويس ..خاص
الاقتصاد المصري يتأثر مجريات القضايا الإقليمية والدولية

وأكد الدكتور خالد الشافعي، الخبير الاقتصادي ورئيس مركز العاصمة للدراسات الاقتصادية، أن الاقتصاد المصري يتأثر بشكل مباشر وغير مباشر بتطورات القضايا الإقليمية والدولية، مشيرًا إلى أن موقع مصر الجغرافي وأهميتها الاستراتيجية يجعلها عرضة لتقلبات الاقتصاد العالمي والتوترات السياسية في المنطقة.
وأوضح الشافعي في تصريحات خاصة لموقع “العالم ف دقائق”، أن ما تشهده المنطقة العربية من صراعات، بالإضافة إلى الأزمات العالمية كالحرب الروسية الأوكرانية، واضطرابات سلاسل الإمداد، وارتفاع أسعار الطاقة، كلها عوامل تؤثر على التوازن الاقتصادي الداخلي وتزيد من الأعباء المالية للدولة والمواطن.
الحرب الروسية الأوكرانية وأزمة الغذاء والطاقة
سلط الشافعي الضوء على تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، مشيرًا إلى أنها تسببت في ارتفاع غير مسبوق في أسعار القمح والذرة والزيوت عالميًا، ما شكل عبئًا إضافيًا على فاتورة الاستيراد المصرية.
وأشار إلى أن مصر، باعتبارها من أكبر مستوردي القمح في العالم، تأثرت بشكل مباشر من ارتفاع الأسعار واضطرابات الإمداد، ما أدى إلى ضغوط كبيرة على الموازنة العامة.
كما نبه إلى أن أزمة الطاقة العالمية، التي نشأت بسبب هذه الحرب، انعكست على تكلفة الإنتاج والنقل محليًا، ما ساهم في زيادة معدل التضخم، وأدى إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية، وهو ما يشعر به المواطن المصري بشكل يومي.
التوترات في البحر الأحمر وأمن قناة السويس
وأشار رئيس مركز العاصمة للدراسات الاقتصادية إلى أن التوترات في البحر الأحمر والهجمات على السفن التجارية في مضيق باب المندب لها تأثير سلبي كبير على قناة السويس، أحد أهم مصادر النقد الأجنبي في مصر.
وقال إن تراجع حركة الملاحة في القناة بفعل هذه التوترات قد يسبب انخفاضًا في إيرادات الدولة ويؤثر على ميزان المدفوعات.
وأضاف أن مصر مطالبة بتأمين الممر الملاحي بالتنسيق مع القوى الدولية للحفاظ على مكانتها كممر تجاري عالمي، مشددًا
على ضرورة تطوير البنية التحتية والخدمات اللوجستية المحيطة بالقناة لتعزيز قدرتها التنافسية في ظل التحولات الجيوسياسية.
الاستثمار الأجنبي والتحديات العالمية
أكد الشافعي أن المستثمرين الأجانب يتابعون باهتمام بالغ التطورات الإقليمية والدولية، وأن أي اضطرابات تؤثر على ثقة المستثمر وتدفعه لتأجيل أو إعادة النظر في قراراته الاستثمارية.
وقال إن الاستقرار السياسي والأمني، إضافة إلى وضوح الرؤية الاقتصادية، عناصر أساسية لجذب الاستثمار في ظل عالم متغير.
وأوضح أن مصر نجحت في السنوات الأخيرة في تحقيق بعض المكاسب على مستوى تحسين بيئة الاستثمار، لكنها بحاجة إلى خطوات جريئة في ملفات مثل الإصلاح الضريبي، تحسين مناخ الأعمال، وتسريع إجراءات تأسيس الشركات.
الحلول تبدأ من الداخل
شدد الدكتور خالد الشافعي على أن مواجهة التأثيرات الخارجية تبدأ بإصلاح داخلي شامل، يقوم على تعزيز الإنتاج المحلي، وتحقيق الاكتفاء الذاتي في السلع الاستراتيجية، وترشيد الاستيراد، ورفع كفاءة إدارة الموارد.
ودعا إلى ضرورة وجود خطة طوارئ اقتصادية تشمل تحفيز الصادرات، دعم القطاع الصناعي، وتوسيع الشمول المالي، مشيرًا إلى أن الدول التي تمتلك اقتصادًا قويًا داخليًا تكون أقدر على امتصاص الصدمات الخارجية.
وفي ظل عالم يموج بالتقلبات السياسية والاقتصادية، تبرز أهمية بناء اقتصاد وطني قوي، قادر على الصمود أمام الأزمات. ويدعو الدكتور خالد الشافعي إلى رؤية متكاملة توازن بين الاستفادة من الفرص الإقليمية والدولية، ومعالجة التحديات الهيكلية من الداخل، لضمان استدامة النمو واستقرار المجتمع المصري.