الوكالات

الجيش الأميركي يطلب 197 مليار دولار في ميزانية 2026 لإطلاق خطة تحول شاملة

في خطوة تُعد من الأوسع منذ عقود، يسعى الجيش الأميركي إلى تنفيذ خطة تحول جذرية تشمل دمج القيادات، وتصفية برامج تقليدية، وزيادة الاستثمار في التكنولوجيا، وكل ذلك وسط ضغوط تضخمية متصاعدة ومطالب داخلية وخارجية متزايدة. ويأتي ذلك ضمن مشروع موازنة طموحة لعام 2026 تبلغ 197.4 مليار دولار.

ميزانية 2026: طموحات كبيرة في ظل أزمة تضخم

بحسب الوثائق الرسمية، طلب الجيش الأميركي 192 مليار دولار كميزانية أساسية، إلى جانب 5.4 مليار دولار كتمويل إضافي ضمن مشروع قانون إنفاق يناقشه الكونغرس حاليًا، ليرتفع الإجمالي إلى 197.4 مليار دولار، ما يمثل زيادة بنسبة 7% عن موازنة 2025 البالغة 184.6 مليار دولار.

لكن خبراء يرون أن هذه الزيادة قد لا تكفي لمجاراة التضخم وتكاليف التحول الكبرى، خصوصًا مع توجه البنتاغون لإلغاء برامج قائمة واستبدالها بتقنيات أكثر تطورًا.

خطة التحول: دمج وتصفية وإعادة توزيع الأولويات

في مايو الماضي، أعلن الجيش الأميركي رسميًا عن إطلاق مبادرة التحول المؤسسي، والتي تتضمن:

دمج قيادات مثل “التدريب والعقيدة” مع “قيادة المستقبل”.

توحيد قيادات أميركا الشمالية والجنوبية ضمن “قيادة نصف الكرة الغربي”.

تصفية برامج عسكرية ضخمة رغم الإنفاق الهائل عليها.

تتضمن الميزانية إلغاء معدات عسكرية بقيمة 4.9 مليار دولار، منها مدافع “Paladin”، وصواريخ مضادة للدروع، وطائرات مسيّرة من طراز “Gray Eagle”، ومركبات “Humvee”.

تعزيز الدفاع الجوي لمواجهة تهديدات المسيّرات

في ظل تصاعد تهديدات الطائرات بدون طيار، تم تخصيص:

729 مليون دولار لتسريع إنتاج منظومات الدفاع الجوي القصير (M-SHORAD).

1.3 مليار دولار لتطوير رادارات بديلة لـ “باتريوت” ضمن مشروع LTAMDS.

دعم شامل لدمج قدرات الدفاع الجوي في الوحدات القتالية البرية.

تحسين قدرات الكتائب المتنقلة والأسلحة الذكية

لرفع الجاهزية القتالية، تشمل الخطة:

تحويل 5 فرق مشاة إلى فرق قتالية متنقلة (MBCTs).

شراء مركبات قتالية خفيفة وذخائر انتحارية مسيّرة.

إنشاء كتائب جديدة من راجمات HIMARS.

تسريع تمويل برنامج الطائرات الهجومية طويلة المدى (FLRAA) بقيمة 1.2 مليار دولار.

استثمار في دبابات M1E3 وطائرات بدون طيار جديدة

يركز الجيش أيضًا على تحديث القوة البرية والجوية:

723.5 مليون دولار لتطوير 4 نماذج أولية من دبابة “M1E3 Abrams”.

شراء طائرات بدون طيار تجارية لـ 10 فرق قتالية.

دعم الطائرات المسيرة بعيدة المدى لوحدات متعددة المجالات.

تمويل مرن للتقنيات المستقبلية والحرب الإلكترونية

لأول مرة، يستخدم الجيش آلية تمويل مرنة بقيمة 1.7 مليار دولار، موزعة على:

693 مليون دولار لنُظم مكافحة المسيّرات (C-UAS).

959 مليون دولار لطائرات بدون طيار متنوعة.

79 مليون دولار لمعدات الحرب الإلكترونية الجاهزة للتشغيل.

نظام قيادة وتحكم شبكي بتمويل 2.9 مليار دولار

تسعى وزارة الدفاع إلى تطوير نظام قيادة وتحكم من الجيل التالي، بموازنة 2.9 مليار دولار، يهدف إلى توحيد الاتصال العملياتي وتحسين التفاعل بين مختلف وحدات الجيش في الميدان.

تحديث المنشآت الصناعية لتعزيز إنتاج الذخائر

من أجل دعم القدرات الإنتاجية، تشمل الميزانية:

1.1 مليار دولار لتحديث 7 مصانع ذخيرة حيوية.

منها 476 مليون دولار لمصنع “ليك سيتي” في ميزوري، و385 مليون دولار لمصنع “هولستون” في تينيسي.

خلاصة: جيش أميركي أكثر خفة ومرونة لمستقبل غير مؤكد

تُظهر موازنة 2026 أن الجيش الأميركي يتجه نحو إعادة هيكلة استراتيجية، توازن بين التحديات الميدانية والتكنولوجية، مع الالتزام بترشيد الإنفاق واستثمار الموارد بفاعلية أكبر.

لكن تبقى الاختبارات الحقيقية في التنفيذ، خاصة في ظل التحديات السياسية الداخلية، والضغوط على الجبهات الخارجية من أوروبا إلى آسيا والشرق الأوسط.

اقرأ أيضاً:

تحذيرات عاجلة من الأرصاد بشأن طقس الخميس ودرجات الحرارة المحسوسة

يارا حمادة

يارا حمادة صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى