بولندا تعزز ترسانتها بـ2500 صاروخ «جافلين» أمريكي

وافق وزارة الخارجية الأمريكية على صفقة عسكرية ضخمة لبولندا تشمل شراء 2506 صواريخ مضادة للدبابات من طراز «جافلين» و253 قاذفًا خفيفًا، إلى جانب حزمة دعم فني وتدريبي متكاملة. وتبلغ القيمة التقديرية للاتفاق 780 مليون دولار، حسبما أعلنت وكالة التعاون الأمني والدفاعي DSCA. ويأتي هذا القرار بعد تصديق الكونغرس على الصفقة في 18 سبتمبر، ما يفتح الطريق أمام تعزيز القدرات الدفاعية البولندية. وتؤكد واشنطن أن هذه الصفقة لا تخدم فقط مصالح بولندا العسكرية، بل تسهم أيضًا في تعزيز الأمن الأوروبي واستقرار الجناح الشرقي لحلف الناتو، في ظل تنامي التحديات الإقليمية.
مكونات الصفقة العسكرية
تشمل الصفقة الأمريكية عناصر متقدمة إلى جانب الصواريخ، مثل أنظمة المحاكاة، وقطع الغيار، ومعدات الدعم الفني، إضافة إلى التدريب المتخصص. وتؤكد DSCA أن هذه المكونات ستعزز التكامل العملياتي للقوات البولندية مع الجيش الأمريكي وحلف الناتو، خاصة مع وحدات المشاة الخفيفة التي تعتمد على أنظمة محمولة. كما ستوفر الولايات المتحدة خبراء تقنيين لتسهيل دمج هذه الأنظمة الجديدة ضمن البنية العسكرية البولندية، بما يضمن كفاءة تشغيلية عالية ويعزز القدرات القتالية ضد التهديدات المستقبلية.
نظام جافلين.. قوة مضادة للدروع
يُعد «جافلين» من أكثر أنظمة الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات استخدامًا في دول الناتو، وهو من إنتاج مشترك بين شركتي «رايثيون» و«لوكهيد مارتن». النسخة الحديثة FGM-148F توفر قدرة تدميرية أكبر ومرونة في بيئات قتال متعددة. أما القاذف الجديد LWCLU، فهو أصغر بنسبة 70% وأخف وزنًا بنسبة 40% مقارنة بالإصدارات السابقة، مع بطارية تدوم أطول بنسبة 50%. الأهم أنه يضاعف مدى الاشتباك ليصل إلى 4000 متر، وهو ما يوازي قدرات الصاروخ الإسرائيلي «Spike LR».
تعزيز القدرات الدفاعية البولندية
تؤكد الوكالة الأمريكية أن هذه الصفقة ستمكن بولندا من مواجهة التهديدات الحالية والمستقبلية عبر تحديث منصاتها الدفاعية، وزيادة مخزونها من الأسلحة النوعية، وتوسيع نطاق التعاون مع القوات الأمريكية. وتكتسب الصفقة أهمية خاصة نظرًا لاعتماد الجيش البولندي على قدرات مضادة للدروع متنقلة، وهو ما يعزز سيادة البلاد ويقوي حضورها العسكري في أوروبا الشرقية. كما شددت واشنطن على أن القوات البولندية لن تواجه أي صعوبة في دمج هذه الأنظمة ضمن بنيتها القتالية الحالية.
تعاون متنامٍ بين وارسو وواشنطن
تأتي هذه الصفقة في وقت تعمل فيه بولندا على تحديث قواتها المسلحة بشكل متسارع، حيث سبق أن أبرمت عقودًا لشراء دبابات «أبرامز» الأمريكية وأنظمة صواريخ «هيمارس» ومقاتلات «إف-35». وتُعد وارسو من أكبر مستوردي السلاح الأمريكي في أوروبا، وتتحرك لتعزيز موقعها كقوة رئيسية في جناح الناتو الشرقي. وبينما تتزايد المخاوف الأمنية في أوروبا الشرقية، ترى بولندا أن تعزيز ترسانتها بأسلحة متطورة يضعها في موقع متقدم كمركز دفاعي رئيسي داخل الحلف.