
دخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في حالة دفاع سياسي متصاعدة، بعد نشر تقرير جديد من وول ستريت جورنال كشف عن رسالة شخصية “خادشة” يُزعم أنه أرسلها إلى رجل الأعمال المدان بالاتجار الجنسي، جيفري إبستين. يأتي ذلك وسط تزايد الضغوط من داخل قاعدة مؤيديه (MAGA) الذين يتهمونه بالتراجع عن وعده بنشر ملفات التحقيقات المتعلقة بإبستين.
تقرير مثير: رسالة تحمل رسماً لامرأة عارية
في تقرير نشر الخميس، كشفت وول ستريت جورنال أن ترامب قد بعث عام 2003 برسالة إلى إبستين ضمن ألبوم عيد ميلاده الخمسين، تضمنت رسماً لامرأة عارية موقّعاً باسمه أسفل جسدها. الرسالة احتوت أيضًا على محادثة متخيلة بين الرجلين، قال فيها ترامب:
“لدينا أمور مشتركة يا جيفري… كل يوم سر جديد… هل لاحظت أن الألغاز لا تشيخ؟”
ترامب وصف ما ورد في التقرير بأنه “ملفق بالكامل”، وهدد باتخاذ إجراء قانوني ضد الصحيفة.
انقسام داخل المعسكر الجمهوري
تسبب امتناع إدارة ترامب عن إصدار مزيد من وثائق إبستين في موجة انتقادات حادة من داخل صفوف أنصاره. النائبة الجمهورية والناشطة المؤثرة رايلي جاينز، التي سبق وانتقدت ترامب لوصفه بعض أنصاره بـ”الأغبياء” بسبب مطالبتهم بالمزيد من الشفافية، عادت ورحبت بدعوته للإفراج عن شهادات هيئة المحلفين الكبرى.
لكن الانقسام الداخلي أصبح واضحاً، بعد أن أعرب رئيس مجلس النواب، مايك جونسون، عن دعمه لإصدار كافة الملفات، في خروج علني عن دعم ترامب في هذا الملف الحساس.
ترامب يدعو للإفراج عن شهادات هيئة المحلفين الكبرى
رداً على الضغوط، دعا ترامب المدعية العامة بام بوندي إلى تقديم طلب رسمي لإطلاق شهادات هيئة المحلفين الكبرى التي جمعتها النيابة العامة في نيويورك أثناء التحقيق مع إبستين في 2019.
بوندي أعلنت أن وزارتها “مستعدة للتحرك أمام المحكمة غداً”، لكنها أكدت أن الأمر يحتاج إلى موافقة قضائية. هذه الشهادات تختلف عن الوثائق التابعة لمكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) التي وعد ترامب سابقاً بنشرها.
ملفات ضخمة غير منشورة: أكثر من 300 غيغابايت من البيانات
في فبراير الماضي، أُعلن عن الإفراج عن “المرحلة الأولى” من ملفات إبستين، والتي تضمنت فهرسًا بثلاث صفحات لمواد صودرت خلال مداهمات لممتلكاته، تشمل:
40 جهاز كمبيوتر وأجهزة إلكترونية
26 وحدة تخزين
70 قرصًا مدمجًا
6 أجهزة تسجيل
تسجيلات لمكالمات مرتبطة بجيزلين ماكسويل
سجلات زوار جزيرة “ليتل سانت جيمس”
تُقدَّر البيانات المصادرة بأكثر من 300 غيغابايت، ما قد يشكل دليلاً موسعًا على شبكة الاتجار بالبشر التي كان يديرها إبستين.
مطالب بتتبع الأموال والاشتباه في تحويلات مالية دولية
في تطور جديد، كشف السيناتور الديمقراطي رون وايدن أن تحقيقات لجنته أظهرت وجود ما يقارب 4,725 عملية تحويل مالي بقيمة 1.1 مليار دولار من خلال أحد بنوك إبستين، بالإضافة إلى مئات الملايين من الدولارات التي مرت عبر بنوك روسية.
وايدن قال:
“هذه شبكة تمويل معقدة لعملية اتجار بالبشر… كان على إبستين أن يُموّل عملياته بطريقة ما، والمصادر لا تزال مريبة”.
في المقابل، نفت وزارة الخزانة الأمريكية وجود “ملفات خفية”، ووصفت مزاعم وايدن بأنها “مسرحية سياسية رخيصة”.
قضايا قانونية ضد البنوك الكبرى
أعاد هذا الجدل إلى الواجهة القضايا القانونية التي طالت بعض البنوك الأمريكية بسبب علاقتها بإبستين. ففي عام 2023، توصل جي بي مورغان إلى تسوية قيمتها 290 مليون دولار مع عشرات النساء اللواتي اتهمن البنك بغض النظر عن انتهاكات إبستين بسبب مصالح مالية.
كما دفعت دويتشه بنك مبلغ 75 مليون دولار في تسوية مشابهة.
خلاصة: مأزق شفافيات قد يقلب المشهد الجمهوري
بين رسائل مثيرة للجدل، ووثائق غير منشورة، وتحقيقات مالية مشبوهة، يقف دونالد ترامب في وضع حساس قد ينعكس على مكانته داخل حزبه وجمهوره، خصوصاً مع انشقاق رموز بارزة عن خطابه الأخير.
ويبقى السؤال الأهم: هل سينجح ترامب في استعادة زمام المبادرة قبل أن تتحول قضية إبستين إلى عبء انتخابي جديد؟