أوكرانيا تنتظر دعمًا عسكريًا ضخمًا من ترامب وسط تصعيد روسي وغموض أمريكي
تصريحات ترامب تثير تساؤلات حول نواياه وأبعاد التحول في الدعم الأمريكي

في تطور يعكس تبدلًا في موقف واشنطن تجاه الحرب في أوكرانيا، أعربت كييف عن انتظارها لتوضيحات فورية من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن تصريحاته الأخيرة حول تقديم دعم عسكري “بمليارات الدولارات”، يشمل منظومات “باتريوت” وصواريخ “توماهوك” بعيدة المدى. وعلى الرغم من الترحيب الحذر من المسؤولين الأوكرانيين، لا تزال حالة من الغموض تكتنف طبيعة وحجم هذا الدعم، وسط تحذيرات روسية من “تصعيد خطير” قد ينتج عن تزويد كييف بمثل هذه الأسلحة.
تغير مفاجئ في توجه ترامب يثير التساؤلات
يُعد هذا التحول اللافت في موقف ترامب، الذي طالما اتُّهم خلال رئاسته الأولى بالتقارب مع موسكو، مثيرًا للتساؤلات حول دوافعه الجديدة، خاصةً في ظل التصعيد الروسي في الجبهة الشرقية، والتحركات الأوروبية لإعادة تفعيل الدعم الغربي لأوكرانيا.
منظومات “باتريوت”: رقم مبهم يربك التقديرات
خلال لقائه مع الأمين العام الجديد لحلف الناتو، مارك روتّه، في البيت الأبيض، كشف ترامب عن موافقة دولة لم يُفصح عنها على تسليم أوكرانيا “17 منظومة باتريوت” بشكل فوري ضمن صفقة أوروبية لشراء الأسلحة الأمريكية. لكن كييف لا تزال بانتظار التفاصيل، لا سيما أن منظومة “باتريوت” الكاملة تتكون من عدة مكونات معقدة وتصل قيمتها لأكثر من مليار دولار، مما يثير الشكوك حول دقة الرقم المذكور.
الاستخبارات الأوكرانية تفسّر “الغموض”
الجنرال فاديم سكيبيتسكي، نائب رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، أعرب عن تفاؤل حذر إزاء هذه التصريحات، مرجحًا أن الرقم 17 قد يشير إلى عدد منصات الإطلاق وليس بطاريات كاملة، ما يجعله أكثر واقعية. أوكرانيا تمتلك حاليًا ست بطاريات عاملة وتنتظر ثلاثًا إضافية من ألمانيا وهولندا.

“توماهوك”: سلاح استراتيجي يقلق روسيا
سكيبيتسكي كشف أيضًا عن اتصال هاتفي بين ترامب وزيلينسكي، ناقشا فيه إمكانية تزويد أوكرانيا بصواريخ “توماهوك” بعيدة المدى، والتي يمكن أن تصل إلى أهداف داخل موسكو وسان بطرسبرغ. وعلى الرغم من عدم التوصل إلى اتفاق نهائي، فإن مجرد الحديث عن هذا الخيار يثير قلقًا إقليميًا واسعًا.
تحديات تشغيل “توماهوك” في أوكرانيا
رغم أهمية تلك الصواريخ، فإن استخدامها يتطلب أنظمة إطلاق متقدمة كالسفن الحربية أو القاذفات الاستراتيجية، وهي غير متوفرة حاليًا لدى الجيش الأوكراني. إلا أن كييف ترى في هذه الأسلحة وسيلة ضرورية لضرب العمق الروسي وعرقلة خطوط الإمداد.
اقرا ايضا:
اقوي خمس بحريات في التاريخ:من أساطيل المجاديف الي حاملات الطائرات النووية
نقاشات حول تعديل سياسة استخدام “أتاكامز”
تجري كييف حوارًا مع إدارة ترامب حول إمكانية رفع القيود التي فرضتها إدارة بايدن على استخدام صواريخ “أتاكامز” داخل الأراضي الروسية. ووفقًا لتسريبات من صحيفة واشنطن بوست، فإن ترامب يدرس السماح باستخدامها بكامل مداها (300 كلم)، ما قد يُحدث تغييرًا كبيرًا في طبيعة المواجهة العسكرية.
من الطائرات الانتحارية إلى الصواريخ الثقيلة
أشار سكيبيتسكي إلى أن روسيا باتت تنقل قواعدها الحيوية لمسافة تزيد عن 500 كلم من الحدود لتفادي الضربات الأوكرانية. وفي الوقت ذاته، تواصل كييف تنفيذ عمليات بطائرات مسيّرة مفخخة. لكنها ترى أن صواريخ “أتاكامز” ذات الرأس الحربي الأكبر (500 كجم) توفر قدرة تفجيرية قد تغير موازين الاشتباك.
صفحة جديدة بين زيلينسكي وترامب
الرئيس زيلينسكي وصف آخر اتصال له مع ترامب بأنه “محادثة بنّاءة”، تم خلالها مناقشة إمكانية تحقيق “سلام دائم وعادل” ووقف الهجمات الروسية. يأتي ذلك بعد لقاء سابق وُصف بأنه فاشل بين الجانبين في فبراير الماضي، ما يُعد تحسنًا لافتًا في علاقتهما.
موسكو ترد بسخرية على تهديدات ترامب
من جهتها، سخرت موسكو من تهديدات ترامب المتعلقة بفرض “عقوبات ثانوية” خلال 50 يومًا، ووصفتها بأنها مجرد استعراض إعلامي. وكتب ديميتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، بسخرية أن “العالم يرتجف، وروسيا لا تبالي”.
زيارة أمريكية رفيعة إلى كييف تحمل رسائل واضحة
يزور المبعوث العسكري الخاص لترامب، الجنرال كيث كيلوغ، كييف حاليًا في مهمة تمتد أسبوعًا. وقد التقى الرئيس زيلينسكي، وكبار قادة الجيش والاستخبارات الأوكرانية، لمناقشة الاستعدادات للهجوم الصيفي الروسي المحتمل، وتطورات خطوط التماس.

ترامب لا يزال لغزًا في السياسة الدولية
ويختم سكيبيتسكي تصريحه بأن ترامب، على الرغم من إحاطته بمستشارين أكثر خبرة هذه المرة، يبقى شخصية يصعب التنبؤ بخطواتها، قائلاً: “هو رجل أعمال أكثر من كونه سياسيًا تقليديًا، وليس من السهل قراءته أو توقع قراراته”.
اقرا ايضا:
ترامب يُشعل الحرب التجارية مجددًا ويُهدد روسيا وأوروبا… والعالم يترقب