تقارير التسلح

عملية ام مذبحة روسيه اكثر جراة ؟بعد خمسة أشهر من عمليه اوب ستريم تقول اوكرانيا لم يكونوا مستعدين

مفاجأة كورسك: العملية الروسية تكشف عن نقاط ضعف أوكرانية

في روسيا، تُشاد بالعملية المعروفة باسم “أوب ستريم” أو “هجوم خط الأنابيب” باعتبارها نجاحًا عسكريًا بطوليًا واستراتيجيًا. أصبح الجنود المشاركون في هذه المهمة الجريئة لتعطيل القوات الأوكرانية في منطقة كورسك شخصيات مرموقة، حيث توقع المدونون الروس أن تُسجل هذه العملية في كتب التاريخ. واعتُبرت هذه العملية، التي تضمنت زحف جنود روس عبر أنابيب الغاز لأميال لمفاجأة القوات الأوكرانية، دليلًا على شجاعتهم وصمودهم.

مع ذلك، يرسم المشهد في أوكرانيا صورة مختلفة تمامًا. فقد وصف المسؤولون الأوكرانيون العملية بأنها “فشل ذريع”، مما أسفر عن مذبحة راح ضحيتها مئات الجنود الروس الذين سقطوا ضحية سوء التخطيط العسكري. بينما تحتفل روسيا بالمهمة باعتبارها انتصارًا تكتيكيًا، تزعم أوكرانيا أنها فوجئت ولم تكن مستعدة للعملية، وهو ما تعترف به الآن بأنه ربما ساهم في تحقيق روسيا مكاسب في منطقة كورسك.

اعتراف أوكرانيا على مضض: “لم نكن مستعدين”

لشهور، أصرت أوكرانيا على أن العملية الروسية لم تنجح. ومع ذلك، بعد أكثر من خمسة أشهر، أدلى القائد العام الأوكراني ألكسندر سيرسكي باعتراف لافت: لقد فوجئت أوكرانيا. على الرغم من أن المعلومات الاستخباراتية تشير إلى أن القوات الروسية قد تستخدم أنابيب الغاز كجزء من هجوم مفاجئ، أقر سيرسكي بأن القوات الأوكرانية لم تتوقع من روسيا أن تتصرف بهذه الجرأة. صعّب هذا التغافل على أوكرانيا الانسحاب من منطقة كورسك عندما شنت روسيا هجومها المضاد.

كما تطرق سيرسكي إلى عملية أوكرانيا الناجحة في كورسك قبل عام، والتي شهدت احتلال أوكرانيا لمساحات شاسعة من الأراضي الروسية. اخترقت القوات الأوكرانية الدفاعات الروسية، وعطلت خطوط إمدادها اللوجستية، وأنشأت منطقة عازلة تحمي مناطق مثل سومي وخاركيف. ومع ذلك، ورغم هذا النجاح، استعاد الهجوم الروسي المضاد في نهاية المطاف جزءًا كبيرًا من الأراضي، وبحلول مارس 2025، كان الوضع في كورسك قد تحول جذريًا لصالح روسيا.

الهجوم الروسي المضاد وسلسلة العمليات

كانت “سلسلة العمليات” الروسية هجومًا جريئًا وغير تقليدي. بدأت في 8 مارس 2025، وتضمنت تحرك جنود روس عبر أنابيب الغاز تحت منطقة كورسك للخروج خلف الخطوط الأوكرانية في هجوم مباغت. واجهت العملية ظروفًا صعبة وخطيرة على القوات الروسية، حيث واجهت ظلامًا دامسًا ودرجات حرارة تحت الصفر وغازات سامة. ورغم هذه الصعوبات، خرج الجنود بشكل غير متوقع، فاجأوا القوات الأوكرانية وأحدثوا اضطرابًا كبيرًا.

 

في حين زعمت التقارير الأولية أن روسيا استعادت أراضي، بما في ذلك بلدات سودجا وعدة مدن أخرى شمالها، زعمت القوات الأوكرانية أن الهجوم لم يكن له تأثير كبير على عملياتها في المنطقة. ومع ذلك، أقر القائد الأوكراني سيرسكي منذ ذلك الحين بأن العملية الروسية ساهمت في تعقيدات انسحاب أوكرانيا من كورسك. النكسات الأوكرانية وصعود روسيا

 

بعد خسارة أوكرانيا لجزء كبير من أراضيها في كورسك في مارس/آذار، كشفت الاستخبارات الأوكرانية عن وجود آلاف الجنود الكوريين الشماليين على الجانب الروسي، مما عزز جهود روسيا. وبحلول نهاية أبريل/نيسان، نجح الجيش الروسي في استعادة جزء كبير من منطقة كورسك، منهيًا بذلك مكاسب أوكرانيا التي حققتها العام الماضي.

 

أشار سيرسكي مؤخرًا إلى أن التراجع عن كورسك يُعزى جزئيًا إلى التحديات غير المتوقعة التي فرضها الهجوم المضاد الروسي، بما في ذلك الخسائر التي تكبدها “هجوم خط الأنابيب”. وقد أثار هذا شكوكًا حول جاهزية أوكرانيا لمواجهة التصعيد السريع والضغط العسكري الروسي. دور الاستخبارات والسياق السياسي

 

يُعد توقيت عملية “تيار العملية” ذا دلالة. فقد تزامن مع فترة علّقت فيها الولايات المتحدة تبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا من 5 إلى 11 مارس 2025، أي قبل أيام قليلة من بدء العملية. وجاء هذا التعليق في أعقاب خلاف علني بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في فبراير، مما أثار شكوكًا حول التنسيق الاستراتيجي بين أوكرانيا والغرب خلال تلك الفترة.

 

ورغم هذه التحديات، تُصرّ أوكرانيا على أن عمليات روسيا في كورسك لم تكن وحدها المسؤولة عن الانسحاب، بل كانت عاملًا مهمًا في تعقيد العمليات العسكرية على الأرض. ورغم إدراك الجيش الأوكراني لمفاجأة وتأثير العملية الروسية، إلا أنه واصل التصدي لمزاعم روسيا بتحقيق نصر كامل في المنطقة.

الخلاصة: تحول في الرواية

لا يزال الجدل حول نجاح أو فشل “هجوم خط الأنابيب” الروسي مستمرًا، حيث يُقدّم كلا الجانبين روايات متضاربة. بينما تواصل روسيا التباهي بانتصاراتها العسكرية وبطولة جنودها، بدأت أوكرانيا للتو تُقرّ بفعالية العملية في تحقيق مكاسب لروسيا، حتى مع إصرارها على أنها فوجئت.

مع مرور الوقت، قد تُدرك أوكرانيا المدى الكامل للتأثير الروسي في كورسك، بينما تسعى روسيا إلى ترسيخ تفوقها الاستراتيجي في المنطقة. يُبرز الصراع الدائر تعقيدات وتحديات الحرب في المناطق المتنازع عليها، حيث يستخدم كلا الجانبين تكتيكات جريئة في معركة متغيرة باستمرار.

اقرا ايضا

الامن يوقف صانعه محتوي علي تيك توك بتهمه نشر الفسق والفجور عبر الانترنت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى