يُعتبر قطاع الاتصالات وتكنولوجيا الإنترنت أحد الركائز الأساسية للاقتصاد المصري، نظرًا لاعتماد معظم القطاعات الحيوية عليه في إنجاز المعاملات وتقديم الخدمات، ومع حدوث أي انقطاع في خدمات الاتصالات والإنترنت، تواجه الدولة تداعيات سلبية تتسرب إلى مناحٍ اقتصادية واجتماعية مختلفة، يمكن تلخيص أبرز هذه التأثيرات فيما يلي:
تأثيره على الخدمات المصرفية والمالية
وأوضح الدكتور خالد فواز الخبير الاقتصادي ، في تصريحات خاصة لموقع العالم في دقائق ، أن العمليات المصرفية تعتمد اعتمادًا كبيرًا على الإنترنت، حيث تتم إدارة التحويلات المالية وإتمام المعاملات عبر الشبكات الإلكترونية التي تربط الأفراد والمؤسسات، بالإضافة إلى ذلك، تتوقف عمليات صرف الرواتب والمعاشات عبر أجهزة الصراف الآلي (ATM) التي تتطلب الاتصال بالشبكة، هذا الانقطاع يُحدث شللًا على مستوى النشاط المالي اليومي، مما يعطل حركة السوق ويؤثر سلبًا على الاستهلاك والاستثمار.
اقرا ايضا
ما هي الأسباب الأساسية لإنشاء جهاز تنظيم اللوجستيات ؟ خاص
تعطيل أنظمة الدفع الإلكتروني
كما أضاف أن خدمات الدفع الإلكتروني مثل فوري، أمان، وفودافون كاش تعتمد بشكل كبير على اتصال مستمر بالإنترنت لتنفيذ المعاملات المالية وعمليات الشراء. عند انقطاع الإنترنت، تُشلّ هذه الخدمات، مما يعطل حركة التجارة، خاصة في القطاعات التي تعتمد على أنظمة الدفع الرقمية مثل التجارة عبر الإنترنت.
آثار سلبية على الإنتاج والخدمات
و تابع، العديد من الشركات تعتمد على الاتصالات الحديثة لإدارة عمليات التوريد، الشحن، والتنسيق اللوجستي، انقطاع الخدمات يؤدي إلى عرقلة هذه العمليات، مما يترتب عليه تأخير الإنتاج، فقدان الطلبيات، وتكبُّد خسائر مالية مباشرة، بالإضافة إلى تراجع مستوى الثقة لدى العملاء.
تأثيره على قطاع السياحة والطيران
وفي هذا السياق ، أكد الدكتور خالد فواز الخبير الاقتصادي ، في تصريحات خاصة ، أن قطاع السياحة يُعد مصدرًا مهمًا للإيرادات القومية ويعتمد بشكل شبه كامل على الإنترنت لتنسيق الحجوزات والرحلات وجدولة مواعيد الطيران، أي انقطاع في هذه الخدمات يتسبب في تعطل العمليات، مما يؤدي إلى خسائر كبيرة وفقدان المصداقية أمام السياح الأجانب.
أثره على الأسواق المالية والبورصة
و استكمل كلامه، بأن البورصة المصرية تعمل بناءً على بنية رقمية تعتمد على الإنترنت للقيام بعمليات التداول وعرض أسعار الأسهم وربط المستثمرين بالمنصة الإلكترونية، موضحا أن انقطاع الإنترنت يؤدي إلى توقفٍ مؤقت أو جزئي في التداولات، مما يترتب عليه خسائر مالية كبيرة للشركات والمستثمرين، ويقلل من كفاءة السوق.
انعكاسه على الاقتصاد غير الرسمي
واستطرد بأن قطاع كبير من الاقتصاد غير الرسمي يقوم باستخدام وسائل الاتصال الحديثة لإدارة أعماله اليومية مثل التحويلات المالية عبر المحافظ الإلكترونية والتواصل مع العملاء عبر التطبيقات، أي عطل في الإنترنت يؤثر بصورة مباشرة على دخل هذه الفئة ويُضعف القدرة الشرائية لشرائح واسعة من المجتمع.
أثره على الصورة الدولية للدولة
واختتم حديثه بأن انقطاع الإنترنت يبرز ضعف البنية التحتية الرقمية للدولة، مما ينعكس سلبيًا في التقييمات الدولية المتعلقة بالتحول الرقمي والحوكمة الإلكترونية، كما يؤدي إلى تضاؤل فرص الاستثمار الأجنبي وإتاحة رؤوس الأموال الدولية، بسبب النظرة السلبية من مؤسسات عالمية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية.
