لقاح جاهز للاستخدام يُظهر إمكانات في منع معاودة الإصابة بالسرطان
لقاح جديد يفتح آفاقًا واعدة لمنع عودة السرطان وتحسين فرص البقاء

كشفت دراسة واعدة أن لقاحًا جاهزًا وغير مُخصّص للسرطان قد يُساعد في منع معاودة الإصابة بسرطان البنكرياس والقولون والمستقيم، مما يُظهر نتائج واعدة في إدارة السرطان على المدى الطويل.
نتائج مُشجعة في لقاحات السرطان
شكّلت لقاحات السرطان محورًا رئيسيًا للأبحاث في السنوات الأخيرة، بهدف تدريب جهاز المناعة في الجسم على التعرّف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها. يُعدّ هذا النوع من العلاج مفيدًا بشكل خاص في منع انتكاس السرطان بعد العمليات الجراحية، مثل تلك التي تُجرى على سرطان البنكرياس والقولون والمستقيم. في حين أن العديد من لقاحات السرطان، وخاصةً تلك القائمة على الحمض النووي الريبوزي المرسال (mRNA)، مُصمّمة خصيصًا لكل مريض على حدة، تُشير دراسة حديثة إلى أن لقاحًا غير مُخصّص، ELI-002 2P، قد يكون فعالًا في منع الانتكاس لدى مجموعة أكبر من المرضى.
كيف يعمل اللقاح
يعمل لقاح ELI-002 2P عن طريق استهداف الطفرات في جين Kras، المسؤول عن إنتاج بروتينات معدّلة تُسبب تكاثر الخلايا وانقسامها بشكل غير طبيعي. توجد هذه الطفرة في حوالي 90% من حالات سرطان البنكرياس و50% من حالات سرطان القولون والمستقيم. يحتوي اللقاح على ببتيدات – سلاسل من الأحماض الأمينية – تُدرّب الخلايا التائية في الجسم على التعرّف على الخلايا السرطانية التي تحمل طفرات Kras هذه ومهاجمتها.في تجربة شملت 25 مريضًا، أُعطي اللقاح لأفراد خضعوا لجراحة سرطان البنكرياس وسرطان القولون والمستقيم. أظهرت النتائج أن أولئك الذين أظهروا استجابة مناعية قوية للقاح كانت لديهم فترة أطول قبل عودة السرطان، وكانت معدلات بقائهم على قيد الحياة أعلى.
نتائج واعدة في مرحلة مبكرة
وجدت الدراسة، التي تابعت المرضى لما يقرب من 20 شهرًا، أن مجموعة المرضى الذين طوروا استجابة مناعية قوية للقاح أظهرت نتائج أفضل مقارنةً بأولئك الذين كانت استجابتهم المناعية أضعف. سجلت المجموعة ذات الاستجابة المناعية الأقوى عددًا أقل من الوفيات خلال فترة المتابعة – أربعة مرضى فقط من أصل 17 مريضًا، مقارنةً بسبعة من أصل ثمانية مرضى كانت استجابتهم أضعف.مع أن الدراسة لا تزال في مراحلها الأولى، إلا أن النتائج مُشجعة. أشار خبراء، بمن فيهم البروفيسور زيف واينبرغ من جامعة كاليفورنيا، إلى أن اللقاح يُظهر نتائج واعدة في زيادة احتمالية شفاء السرطان. وقال واينبرغ: “لقد أثبتنا أن المرضى ذوي الاستجابة المناعية الأقوى كانت لديهم معدلات نجاة أعلى”.
إمكانية تطبيق أوسع
على الرغم من أن البحث لا يزال أوليًا، إلا أن الخبراء متفائلون بشأن إمكانات هذا اللقاح الجاهز للاستخدام. اقترح سيو مينغ لي، أستاذ علم الأورام الطبي في كلية لندن الجامعية، إمكانية دمج لقاح ELI-002 2P مع علاجات مناعية أخرى لتوسيع خيارات العلاج، وخاصةً لسرطانات كراس. وقد يكون له أيضًا تطبيقات تتجاوز سرطان البنكرياس والقولون والمستقيم، بما في ذلك مرضى سرطان الرئة الذين يعانون من طفرات مماثلة.
أعرب الدكتور شيفان سيفاكومار من جامعة برمنغهام عن حماسه للاستجابة المناعية التي لوحظت لدى العديد من المرضى، مؤكدًا على ضرورة إجراء تجارب عشوائية محكومة أكبر حجمًا وفترات متابعة مطولة لتأكيد فعالية اللقاح.
التطلع إلى المستقبل: ما التالي؟
يُقدم لقاح ELI-002 2P بديلاً أقل تخصيصًا، وربما أكثر فعالية من حيث التكلفة، لعلاجات السرطان الحالية، مثل اللقاحات القائمة على mRNA. ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من الاختبارات والتجارب الأوسع نطاقًا لفهم إمكاناته الكاملة. إذا ثبتت فعاليته، فقد يُمثل هذا اللقاح إنجازًا كبيرًا في الوقاية من السرطان، وخاصةً لمرضى السرطان المرتبط بجين كراس، وقد يؤدي إلى خيارات علاجية موسعة مع آثار جانبية أقل مقارنةً بالعلاجات الحالية.
في مكافحة السرطان، يُبشر توفر لقاح جاهز وسهل المنال بعلاجات أكثر فعالية وانتشارًا، مما قد يُغير مشهد رعاية مرضى السرطان نحو الأفضل.