بوتين يختتم زيارة غير مسبوقة إلى الصين.. أوكرانيا والطاقة في قلب المباحثا

اختتم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زيارة وُصفت بـ”غير المسبوقة” إلى الصين استمرت نحو أسبوع كامل، في تحرك نادر من حيث مدتها وكثافة جدول أعمالها.
خلال الزيارة، شارك بوتين في قمة منظمة شنغهاي للتعاون بمدينة تيانجين، وعقد محادثات مطولة مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، كما حضر العرض العسكري الضخم الذي أقيم في ساحة تيانانمن ببكين في الثالث من سبتمبر بمناسبة الذكرى الثمانين لهزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية، إلى جانب زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون ورؤساء إيران وكوبا.
أوكرانيا على رأس الملفات
ركزت محادثات بوتين وشي على الحرب في أوكرانيا، حيث بحثا سبل تنسيق المواقف في مواجهة الضغوط الغربية، في ظل محاولات أمريكية لدفع موسكو نحو وقف القتال.
الصين.. شريان اقتصادي لروسيا
أظهرت المباحثات عمق الترابط الاقتصادي بين موسكو وبكين، إذ ارتفع حجم التبادل التجاري إلى أكثر من 240 مليار دولار العام الماضي، فيما باتت الصين أكبر مستورد للنفط والفحم الروسيين، وتستعد لتجاوز أوروبا كسوق رئيسي للغاز.
الطاقة والتعاون العسكري
ناقش الجانبان مشروع خط أنابيب “قوة سيبيريا-2” وخطط توسيع صادرات النفط، كما تناولا سبل تعزيز التعاون العسكري، وسط تقارير أمريكية عن دور الصين في تزويد روسيا بمعدات وأشباه موصلات أساسية، مقابل حصول بكين على تقنيات دفاعية متقدمة.
رمزية العرض العسكري
جلوس بوتين إلى جانب شي خلال العرض العسكري حمل دلالات رمزية، حيث حرصت موسكو وبكين على تقديم نفسيهما كقوتين منتصرتين في الحرب العالمية الثانية، تربطهما ذاكرة مشتركة ومصير استراتيجي واحد.
كوريا الشمالية في المعادلة
مشاركة كيم جونغ أون في الاحتفالات منحت الصين فرصة لإعادة ترميم نفوذها لدى بيونغ يانغ، في وقت عززت فيه روسيا تعاونها العسكري مع كوريا الشمالية، مقابل إرسال الأخيرة آلاف الجنود لدعم العمليات الروسية في أوكرانيا.
واشنطن تترقب
الزيارة حظيت بمتابعة دقيقة في الولايات المتحدة، حيث يسعى فريق الرئيس السابق دونالد ترامب إلى جذب موسكو بعيدًا عن بكين. لكن محللين أكدوا أن التحالف الروسي–الصيني أصبح متينًا، وأن انفصالهما يبدو “مستحيلًا”.
وفي المقابل، بدت بكين حريصة على استمرار الوضع الراهن: فهي لا تدفع نحو تسوية سريعة للحرب، لكنها تستثمر في تعميق تجارتها ونفوذها الدبلوماسي مع موسكو، مع الإبقاء على خطاب “الوساطة الحيادية”.