علوم اجتماعية وانسانية

خلافات أوروبية تهدد أهداف المناخ قبل قمة Cop30 انقسامات داخل الاتحاد الأوروبي

كشفت مسودة مسربة أن دول الاتحاد الأوروبي ما زالت منقسمة بشأن الالتزامات المناخية الجديدة، مع بقاء الأرقام المستهدفة لخفض الانبعاثات في خانة المجهول، وهو ما يثير مخاوف من ضعف الموقف الأوروبي قبيل المهلة النهائية التي حددتها الأمم المتحدة.

انتقادات الخبراء

أعرب خبراء المناخ عن قلقهم من غياب الأرقام أو النطاقات التقديرية في الوثيقة، معتبرين ذلك مؤشرًا سلبيًا في مرحلة متأخرة من المفاوضات. وقال نيكلاس هوهنه، المؤسس المشارك لمعهد نيو كلايمت:

“من المخيب أن المناقشات الداخلية حول هدف الاتحاد الأوروبي لم تحدد بعد أي قيم. أصبح الوضع بالغ الإلحاح”.

أهداف ملتبسة بين 2035 و2040

الاتحاد الأوروبي ملتزم حاليًا بخفض الانبعاثات بنسبة 55% بحلول 2030 مقارنة بعام 1990، فيما كان يُفترض أن يحدد هدفًا لعام 2040 أولًا، ليُبنى عليه الالتزام الخاص بعام 2035.

لكن النقاشات الأخيرة طرحت احتمال فصل المباحثات، وهو ما قد يؤدي إلى إضعاف الأهداف وتأجيلها، ما يُعد مكسبًا للجهات الساعية إلى إفشال قمة Cop30.

ضغوط سياسية داخلية

تتعقد المفاوضات مع وجود انقسامات بين قادة الاتحاد، إذ لمح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى إمكانية تأجيل أو تخفيف الالتزامات، بينما يخشى مراقبون من تراجع موقف المستشار الألماني فريدريش ميرتس، في ظل رفض معلن من رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، ومعارضة متوقعة من رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان.

تحذيرات من المنظمات المدنية

أندرياس سيبر من منظمة 350.org حذر من أن هذه المماطلات تمثل “لعبة سياسية خطيرة”، مؤكدًا أن التردد الأوروبي يتناقض مع الحاجة الملحة للتحرك المناخي، ويهدد مصداقية القارة على الساحة الدولية، في وقت أسهمت فيه الطاقة النظيفة بنحو ثلث النمو الاقتصادي الأوروبي العام الماضي.

سياق دولي معقد

تأتي هذه الخلافات بينما يواجه مؤتمر Cop30 تحديات إضافية مع انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق باريس للمرة الثانية بقرار من الرئيس السابق دونالد ترامب، ما شجع دولًا مثل روسيا والسعودية على عرقلة التقدم. في المقابل، لم تقدم دول رئيسية مثل الصين والهند خططها الوطنية بعد، وسط تحولات جيوسياسية تزيد من تعقيد المشهد.

مخاطر على مستقبل اتفاق باريس

يرى مراقبون أن ضعف الالتزام الأوروبي سيشكل ضربة لقيادة المناخ العالمية، ويهدد بإضعاف إرث اتفاق باريس، في وقت يتطلب فيه العالم تحركات أكثر طموحًا لمواجهة أزمة المناخ المتفاقمة.

اقرأ أيضاً:

فرنسا على حافة الهاوية السياسية: حكومة بايرو تواجه السقوط في تصويت حاسم

يارا حمادة

يارا حمادة صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى